Monday, June 23, 2008

الإحصائية


قرأت إحصائية غريبة بمناسبة مرور 10 سنوات على اختراع الفياجرا.
تقول الإحصائية أنه قد تم بيع مليار و800 مليون قرص من الفياجرا حتى الآن، وأن هناك ستة أقراص من الفياجرا يتم ابتلاعها في كل ثانية حول العالم!
تغريني الإحصائيات دائما بإحضار الآلة الحاسبة وإعادة التفكير. هذه الإحصائية تخص أقراص الفياجرا التي تنتجها فايزر الأمريكية، هناك مئات من الأسماء التجارية لأدوية تحتوي على سترات السيلدينافيل (المادة الفعالة للفياجرا) والتي تباع بأسعار أرخص بالطبع من فياجرا فايزر وبالتالي فإن مبيعاتها أضعاف الفياجرا غالية السعر. في مصر مثلا لدينا أكثر من 15 دواء يحتوي على المادة الفعالة للفياجرا، منها Virecta وPhragra وSilden وVigorama وVigorex وErec وVega وCopra وVigoran وأنواع أخرى كثيرة، هذا بخلاف المنشطات الجنسية الأخرى كـ Cialis وLiverta وغيرها. سأفترض أن مبيعات الفياجرا تمثل عُشر مبيعات المنشطات الجنسية، وبهذا يكون هناك 60 شخصا يبتلعون منشطا جنسيا في الثانية الواحدة. سأفترض أيضا أن الذين يتعاطون المنشطات الجنسية يمثلون عُشر الأشخاص الذين يمارسون الجنس، وحيث أن الجنس هو شيء يمارس بين شخصين، فبضرب الرقم في 20 يصبح هناك 1200 شخص يمارسون الجنس في الثانية. فإذا افترضنا أن العملية الجنسية تستغرق حوالي خمس دقائق فقط،
يمكننا أن نقول أنه في كل ثانية تمر على الأرض يكون هناك 360 ألف إنسان يمارسون الجنس.
يبدو لي الرقم أقل كثيرا من الواقع، ربما كان من الأفضل ضربه في 10 مرة أخرى لنحصل على رقم واقعي، لكنها أرقام تعطينا فكرة ما عن المساحة التي تشغلها هذه الغريزة من تفكيرنا.

Thursday, June 19, 2008

أشيائي المفضلة


قطرات مطر على الأزهار، وشعيرات القطط الصغيرة
برادات شاي من النحاس اللامع، وقفازات صوفية دافئة
رزم من الورق البني مربوطة بالدوبارة
هذه بعض أشيائي المفضلة
أفراس صغيرة بلون الكريم وكعكات التفاح المتغضنة
أجراس الباب وأجراس زلاجات الجليد
أوز بري يطير والقمر على أجنحته
هذه بعض أشيائي المفضلة
فتيات في فساتين بيضاء ذات حز أزرق من الحرير
ندف الثلج التي تلتصق بأنفي وأهدابي
شتاءات بيضاء فضية تنصهر إلى الربيع
هذه بعض أشيائي المفضلة
عندما تعض الكلاب، عندما يلسع النحل، عندما أشعر بالحزن
ببساطة أتذكر أشيائي المفضلة
مثل الشتاءات البيضاء الفضية التي تنصهر إلى الربيع
وعندها لا أشعر أنني بهذا السوء


Barbra Streisand
My Favorite Things
ترجمة: ميشيل حنا

Tuesday, June 17, 2008

قيل في الأقاويل

قيل في الأقاويل عضوان متعاونان وهما اليدان، وعضوان مختلفان وهما الرجلان، وعضوان متتابعان وهما العينان، وعضوان متصاحبان وهما اليد والفم، وعضوان متباغضان وهما الإست والأنف، وعضوان متوافقان وهما العين والإير!
من كتاب فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء

Tuesday, June 10, 2008

عشرة آلاف عام قبل الميلاد



شاهدت فيلم 10000 Years BC للمخرج رولاند إيميريتش صاحب The Day After Tomorrow وIndependence day ومجموعة أخرى من الأفلام الممتعة، منيت نفسي بمشاهدة لطيفة، إلا أن إحباطي كان عظيما.
بخلاف المغالطات التاريخية الكثيرة التي تتحدث عنها الجرائد، والتي أرى أنها لا تعيب الفيلم لأن هذا ليس فيلما تاريخيا وإنما فانتازيّا، لكن ما أحبطني هو أن الفيلم مسلوق تماما بلا أي مجهود ابتكاري.
الفيلم هو مزيج من عدة أفلا م سابقة، أهمها فيلميّ مليون سنة قبل الميلاد، وأبوكاليبتو.


One Million Years B.C. هو فيلم من إنتاج 1966، كان أحد أحداث العام وقتها، وهو من بطولة ممثلة جميلة تدعى راكيل ويلش. الفيلم هدفه واضح: عرض مجموعة من الأجساد المتناسقة الجميلة على المشاهد، مع كثير من الأفخاذ والصدور (على أساس أن الناس كانت هدومها مقطعة في الوقت ده والقماش شحيح). والغريب في هذا الفيلم أن أجساد ممثلي ما قبل الميلاد هؤلاء في منتهى النظافة والنعومة والرشاقة والجمال، وذلك رغم البيئة الصخرية الجافة الصعبة التي يعيشون فيها! لكن على الأقل هذا فيلم ذو هدف واضح ولم يحاول ادعاء العمق أو أي شيء آخر.


أما بالنسبة لـ Apocalypto، فقد أخذ منه الفيلم مسألة الصراع بين القبائل البدائية ومسألة بناء الأهرامات بالسخرة، ولا يمكن بالطبع وضع هذا الفيلم الهزيل مع أبوكاليتو الرائع في سلة واحدة.
حتى في نهاية الفيلم عندما ألقى ديليه الرمح على الفرعون من هذه المسافة الهائلة، كنت أتوقع أن أرى مشهدا ملحميا مؤثرا، إلا أن اللقطة جاءت مبتورة وسخيفة (حتى أن اتجاه إلقاء الرمح لا يتفق مع اللقطة قبل القطع وبعده)، ولا يقارن هذا المشهد إطلاقا بالمشهد الرهيب المماثل في فيلم 300، عندما ألقى ليونيداس رمحه على زيركسيس ملك الفرس.
فعلا أشعر بإحباط كبير لأنني توقعت الكثير ولم أجد شيئا. ألا خسئت يا رولاند إيميرتش!

Wednesday, June 04, 2008

اللوحات السوداء


اللوحات السوداء هي مجموعة من أكثر اللوحات قتامة وكآبة في تاريخ الفن، رسمها جويا وهو في عزلة اختيارية بالقرب من نهاية حياته.



وفرانسيسكو دي جويا (1746 – 1828) هو فنان أسباني، يعتبر آخر أساتذة المدرسة القديمة في الرسم، وأول المحدّثين أيضا، وقد كانت أعماله مصدر إلهام لكثير من فناني الأجيال التالية مثل بيكاسو ومانيه.

وعندما اجتاحت القوات الفرنسية أسبانيا واحتلتها أثناء الحروب النابليونية، تأثر جويا كثيرا وانهمك في رسم مجموعة من اللوحات التي تعرف الآن بلوحات كوارث الحرب، وهي مجموعة من حوالي ثمانين لوحة تصور بشاعة الحرب وقسوتها.
كان ذلك أثناء الحرب التي تعرف بحرب شبه الجزيرة Peninsular War، والتي استمرت من 1808 وحتى 1814، واشتعلت الحرب في الشوارع بين الغزاة وقوات المقاومة، وارتكب الغزاة العديد من المذابح الدموية، وصارت رائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكان.
رأى جويا أسبانيا الجميلة تتهاوى وتصير إلى خراب، وقد جعله هذا يميل إلى التشاؤم والسوداوية، وأصبح حزينا وكئيبا جدا.
عام 1819، وفي سن الثانية والسبعين، انتقل جويا إلى منزل خارج مدريد لينعزل فيه وحيدا، وكان جويا قد أصبح أصم وعصبيا جدا، وقد زادت الحرب التي مرّت بها أسبانيا من حالته النفسية سوءا، حيث رأى فيها الخوف والذعر والقلق والأرق وصارت تنتابه نوبات من الهيستيريا. ووحيدا في المنزل مع مخاوفه وصممه، أبدع جويا أربع عشرة لوحة مفزعة أصبحت تعرف الآن باللوحات السوداء.


ربما كانت أبرز هذه اللوحات هي زحل يلتهم ابنه Saturn Devouring His Son، والتي تصوّر الإله الروماني زحل وهو يلتهم ابنه على إثر نبوءة تقول أن أحد أبناءه سيهزمه. أبدع جويا في تصوير وحشية الحدث، وجعله على خلفية سوداء مقبضة. رأس ابن زحل وأطرافه مخلوعة والدم يغطى مكانها، بينما تبرز عينا زحل إلى الخارج وكأنه أصيب بالجنون، وأصابعه الصلبة تنغرز في لحم ابنه، ولا توجد حركة بجسم الولد مما يوحي بأنه قد مات بالفعل. وتشير هذه اللوحة إلى الاضطرابات الأهلية التي كانت تسود أسبانيا. كانت أسبانيا تأكل أبناءها كما فعل زحل.


لوحة شهيرة أخرى هي لوحة سبت الساحرات Witches' Sabbath، وهي لوحة كئيبة تبدو كنذير شؤم، حيث يشير إلى الاعتقاد القديم بأن يوم السبت كانت تخصصه الساحرات للاجتماع معا بالشيطان الذي يظهر لهم على شكل جدي.


ليست كل اللوحات السوداء تتميز بمحدودية الألوان كالمثالين السابقين، فهناك مثلا لوحة القتال بالهراوات Fight With Clubs، والتي تبيّن براعة جويا في مزج ظلال مختلفة من الأحمر والأزرق. وتظهر اللوحة رجلين يتعاركان بالهراوات في أحد السهول، ولا يبدو أن لأي منهما فرصة للفكاك من الآخر لأن قدمي كل منهما عالقة عميقا في الوحل. يبدو لي الرجلان رقيقي الحال وفي ملابس رثة، بينما المكان مقفر حولهما، فعلام هذا العراك المؤذي عديم الجدوى؟


وهذه اللوحة بعنوان رجل أصم Deaf man، حيث تصور رجلا طاعنا في السن وهناك مخلوق قبيح يبدو كشيطان يصرخ في أذنه. وأغلب الظن أن هذه اللوحة تصور جويا نفسه الذي أصيب بالصمم ولم يعد يسمع شيئا. ولا يبدو على الرجل أنه سمع شيئا بالرغم من صراخ المخلوق الملاصق لأذنه.


وفي لوحة رجل عجوز يأكل Old man eating، والتي رسمها لغرفة الطعام بمنزله، يعبر جويا في اللوحة عن وحدته وانعزاله، حتى أنه لا يجد من يتناول معه الطعام سوى هذا المخلوق ذو الجمجمة الخالية من العينين، والذي يشير إلى الموت الذي ينتظره.

ترى أي عذاب وألم كان يشعر به جويا حتى تخرج لوحاته بهذا الشكل؟ ولأنه يحمل روح الفنان فقد خلد لنا عذابه هذا ليظل ممتدا وخالدا على مدى مئات السنين.

أترككم الآن مع بعض اللوحات السوداء الأخرى.



امرأتان


أزموديا


الأقدار


رجال يقرءون