أصدر د. أحمد خالد توفيق مؤخرا ترجمة عربية للرواية العجيبة أليس في بلاد العجائب، وبقراءة الرواية - التي شاهدناها مرارا على هيئة أفلام ومسلسلات كارتونية، اتضح لي كم أثرت في الثقافة الإنسانية عموما، وفي فيلمي المفضل الماتريكس.
ففي فيلم الماتريكس - حين كان يتم تحديد موقع جسد نيو ليستطيعوا انتشاله من عالم الماتريكس، ينظر نيو بجانبه ليرى أن سطح المرآة الفضي يتموج، يلمسه ليرى أنه قابل للاختراق، ثم تحيط به المرآة لتخترقه - أو يخترقها. كنت أظن أن هذا الجزء بلا معنى، إلا أنني بعدما قرأت أليس اكتشفت أن نيو قد عبر المرآة إلى عالم آخر - تماما مثلما فعلت أليس في القصة. هناك إشارات عديدة أخرى لرواية أليس في قصة الماتريكس، ويبدو أن الأخوان واتشوسكي متأثرين بها كثيرا، مثل ذلك الجزء الذي يُطلب فيه من نيو أن يتبع الأرنب الأبيض، ومثلما يقول له مورفيوس أنه سيريه إلى أي مدى يصل عمق جحر الأرنب. مع عدة إشارات إلى أرض العجائب في مواضع مختلفة. ومثلما تذهب أليس إلى أرض العجائب بينما هي نائمة في الواقع، فكذلك يعيش نيو في الماتريكس بينما جسده نائم في أرض الواقع. أيضا لغة الحوار المراوغة التي تحتمل أكثر من معنى مشابهة كثيرا للغة قصة أليس.
لقد كتبت كثيرا عن الماتريكس من قبل، وفي هذه المدونة، وحتى الآن لا أعرف إلى مدى يصل عمق جحر الأرنب.