Thursday, September 29, 2005

السيارة

نقلت لكم هذه المقطوعة الشعرية العجيبة من أحد أعداد أخبار الأدب القديمة.

السيارة
راسل إدسون

رجل تزوج للتو من سيارة.
لكننى أريد أن أقول، قال أبوه، إن السيارة ليست شخصا لأنها شيء مختلف.
قارنها على سبيل المثال بأمك.
هل ترى مدى اختلافها عن أمك؟
إنها – بطريقة ما – أعرض منها،
صح؟ وعلاوة على ذلك، أمك تصفف شعرها بطريقة مختلفة.
عليك أن تحاول البحث عن شيء ما فى العالم يشبه أما.
عندى أمى، ألا تكفى هى لتشبه أما؟
هل يتعين على أن أجمع المزيد من الأمهات؟
كلهن سيدات عجائز لا يستطعن حتى أن يثرن مجرد الرغبة فى الإنجاب. قال الابن.
لكنك لا تستطيع أن تنجب من سيارة، قال الأب.
عرض الابن على أبيه مفتاحا.
انظر، ها هو قضيب من نوع خاص يفعل فى السيارة ما يفعله الرجل فى المرأة،
والسيارة تلد مكانا بعيدا عن هذا المكان.
أهذا يجعلنى جدا؟ قال الأب.
هذا يجعلك فى مكانك حين أكون أنا بعيدا. قال الابن.
الأب والأم يشاهدان سيارة عليها علامات عرس تزداد صغرا فى الطريق.

هل تقلد الحكومات الأفلام؟


المقال هنا

الكتاب الحقير والمعجم العقيم!


المقال هنا

Sunday, September 25, 2005

الساعة كام؟!


المقال هنا

الخوف المتبادل بين الطبيب والمريض!


المقال هنا

أثر الكوابيس

يا داهية دقيّ!



لا أحب أن أرى المصيبة وهي تحدث. أحب أن أغمض عينيّ حتى يمر الأمر. لا يهم هل مر بسلام أم لا. المهم ألا أراه يحدث، وأفضل أيضا ألا أعرف أنه حدث.
وبجانب هذا، فأنا على قدر من الكسل – قدر كبير في الحقيقة – يدفعني إلى عدم اتخاذ أي فعل إيجابي قد يفيد في اتقاء المصيبة. فرغم أنني أعرف أن الشغالة التي تأتي يوم الثلاثاء تلقي بالماء (جرادلا جرادلا) على الأرض، ومع ذلك فلا حماس عندي لأرفع وصلات وأسلاك الكمبيوتر عن الأرض، لأن عملية فكها وإعادة تركيبها تستغرق أكثر قليلا من خمس دقائق! ولهذا فأنا أفضل أن ألا أكون في البيت في ذلك ليوم حتى لا أرى ما سيحدث، وحتى ألقي اللوم فيما بعد على شخص آخر غيري كان موجودا ولم يبذل بعض الجهد.
نفس الكسل هو الذي يمنعني من التأكد من مستوى ماء الرادياتير قبل أن أتحرك بالسيارة، ومن ناحية أخرى فأنا لا أحب أن ألوّث يديّ وأنا لازلت في بداية اليوم، ومادام هناك من يشاركني في استعمال السيارة فليهتم هو بهذه الأشياء. وهو سلوك سيء لابد من الاعتراف به، لكن المرء لا يتعظ إلا عندما يرى خيوطا من الدخان الأبيض تتصاعد من مقدمة السيارة، وهو دخان يختلف عن الهباب الأسود الذي يتصاعد من البوتاجاز بعد أن تنصهر اليد البلاستيكية لبراد الشاي عندما أتركه على النار وأذهب لمتابعة المسلسل. وهنا يجب أن أفتح النافذة للتهوية، هذه النافذة إذا لم يكن هناك أحد ليغلقها بعد ذلك ربما تظل مفتوحة لعدة أيام!
إن الكسل مشكلة عويصة، وحلها مشكلة "أعوص"! فأنا مثلا يمكنني أن أتناول الطعام باردا حتى لا أتجشم عناء تسخينه، ويمكنني الاستغناء عن تناول الغداء حتى لا أضطر للنزول لشراء بعض الطعام. وكم من مدن فتحها الغزاة لأن أهلها كسلوا عن بناء الأسوار. إذا كان ألدرين قد تحمس قليلا في خروجه من المركبة أبوللو لصار هو أول إنسان يخطو على سطح القمر وليس أرمسترونج! وإذا كان كريستوفر كولومبوس قد اجتهد قليلا لعرف أنه اكتشف قارة جديدة، وهو الذي كان يظن أنه في مجموعة من الجزر غرب القارة الهندية، ولعرفنا أمريكا باسم كولومبيا!
بقليل من الجهد يمكنك أن تتقي المصيبة قبل أن تحدث، وأن تصحح مسار كثير من الأشياء، لكنك طبعا لن تفعل لأنك كسول مثلي!

Friday, September 23, 2005

وحدي مع دفتر العناوين

نظرت فى دفتر عناوين الأوتلوك، فوجدت 336 عنوانا بريديا! هل أنا أعرف فعلا 336 شخصا وقد أرسلت لكل منهم على الأقل رسالة واحدة خلال الأعوام القليلة الماضية منذ بدأت تعاملي مع الإنترنت؟
إن هذة فرصة طيبة لنر إلامَ وصلت قائمة أصدقاء الماسنجر، دقيقة لأنظر، ها هى، 132 اسما! لا عجب أن كثيرين يسلمون علىّ وأنا متصل بالإنترنت دون أن أتذكرهم، ورغم أنهم يتضايقون كثيرا لعدم تذكرى محادثاتنا السابقة، بينما أنا فى الحقيقة لا أتذكر من هم هؤلاء الأشخاص أساسا، فإننى أيضا معذور، فكيف أتذكر كل هذة الأسماء المستعارة والحقيقية والعناوين البريدية لكل هؤلاء الأشخاص الذين لم أقابلهم أبدا من قبل؟
ليس من عادتى التخلص من الكراكيب أولا بأول كما يفعل البعض، ولديّ ضعف خاص تجاه التخلص من الأوراق بالذات، لذا فلديّ حتى الآن دفتر التليفونات الذى كنت أستعمله فى المرحلة الإبتدائية! ودفتر الإعدادية والثانوية والكلية أيضا، بالإضافة إلى الدفتر الذى أستعمله حاليا. ولا أعرف كم اسما صار يقبع هناك فى ذاكرة ذلك الجهاز العجيب المسمى بالموبايل، لكني أعتقد أنهم زهاء المائة، ومعظم هذة الأسماء غير مدونة فى الدفتر.
لديّ أيضا بلوك نوت صغير كنت أكتب فيه العناوين البريدية للأشخاص الذين كنت أراسلهم. كان هذا قبل انتشار البريد الإلكترونى الذى قضى تماما على كل أثر للمراسلات الجميلة المكتوبة باليد، والتى كنا نشترى لها الأظرف المزخرفة بالرسومات الفرعونية – إذا كان الخطاب مرسلا إلى دولة أجنبية – حتى نثبت مدى أصالة الحضارة المصرية، ونضع عليها الطابع الذى يحمل صورة القناع الذهبى لتوت عنخ آمون، ونظل ننتظر لشهر أو أكثر حتى نرى ردا! كل هذا انتهى الآن، لكن دفتر العناوين لازال موجودا هو الآخر.
حسنا، ماذا يمكن أن أفعل إذا أردت أن أقول "كل سنة وأنت طيب" لكل واحد من هؤلاء فى العيد، وكم من الوقت يستغرق هذا الأمر؟ فحتى إذا أردت أن أكتفى بمجرد رسالة إيميل أو SMS فإن كل هذة الأسماء ستستغرق وقتا طويلا جدا. ثم كيف أحتفظ بعلاقة، حتى ولو كانت فى حدها الأدنى، بكل هذا العدد من الأشخاص؟ بل ولماذا أحتفظ بكل هذة العلاقات أصلا؟!
فبالتقليب فى هذة الأسماء المدونة لديّ، وجدت أن القليل جدا منهم أصدقاء حقيقيون، بينما الكثير منهم أشخاص يستحقون الحرق بجاز! وحيث أن الجاز قد ارتفع سعره مع ارتفاع أسعار المنتجات البترولية، فالحل الأرخص هو شطب هذة الأسماء! وحاولت بالفعل مع دفتر عناوين الأوتلوك، واستطعت مسح سبعة وثلاثين اسما لأشخاص تذكرت أنهم فى غاية الغلاسة، لكن ظل 299 اسما مع ذلك، ولازال الرقم كبيرا، ومعظمهم أشخاص لا أتذكرهم وأخشى أن أمسح عناوينهم فأحتاج إليها بعد ذلك.
من المعروف أن تطور بعض الاتجاهات التكنولوجية يؤدى إلى تأخير تطور اتجاهات أخرى تتعارض معها. مثلا، فإن تطور وسائل الاتصال يؤدى إلى تخلف تطور وسائل النقل، فإذا كنا نستطيع أن ننجز أعمالنا دون أن نتحرك من أماكننا فلا داعى للاستثمار فى مجال تطوير النقل، وبالعكس فإذا كنا نستطيع أن نقطع آلاف الكيلومترات فى دقائق معدودة فإن تطور وسائل الاتصال يصبح غير ضرورى، وهكذا.
كم باعدت بيننا ثورة وسائل الإتصالات، فبينما عرّفتنا على أشخاص لم نكن لنعرفهم لبعد المسافة المكانية والجغرافية، لكنها باعدت بيننا وبين الأقربين إلينا، وتحول أصحابنا ومعارفنا إلى مجرد أسماء فى دفاتر أمامها أرقام وحروف وعلامات @ و .com و .net، مجرد أسماء لأشخاص نظن أننا نعرفهم، بينما نظل فى وحدتنا، وحدنا.
لأنيس منصور كتاب بعنوان (وحدى مع الآخرين). عندما طبع الكتاب فوجىء بأن الناشر قد غير الاسم إلى (وحدى ومع الآخرين). ظن الناشر أن هناك شيئا ما خطأ، لكن أنيس منصور كان يقصد أن يصف كيف يشعر بالوحدة حتى وهو وسط الناس. واليوم ورغم تحول العالم إلى قرية صغيرة فإننا لا نزال نشعر بالوحدة، وتحولت علاقتنا ببعضنا إلى علاقات وهمية قائمة على الشاشة ولوحة المفاتيح وأزرار الموبايل دون دفء التواصل الحقيقى، دون أن نتصافح ونشد على أيدي بعضنا ونربت على الأكتاف فنشعر أننا لسنا وحدنا فى هذا العالم الواسع القاسى.

الذعر

Thursday, September 22, 2005

إنها فقط تؤلم عندما أصرخ


تذكرت اسم الفنان، إنه "مايكل وارد".
هذه الصورة من أعماله أيضا.

Wednesday, September 21, 2005

الفن الرقمي



بيقولوا عليه الفن الرقمي، واحد بيصور صورة ويلعب فيها بالفوتوشوب، الراجل ده مستواه مذهل لكن للأسف مش فاكر اسمه.

هنتقابل معاه تاني في نفس المكان.

النار




لا أعرف لماذا أتذكر هذه الحكاية حتى الآن. ربما لأنها شغلتنى كثيرا وأنا صغير.
كنا أطفالا فى الحضانة (لم يكن اسمها كى جى وان فى تلك الأيام)، لازلنا نستكشف حدود هذا العالم المترامى الأطراف، وقد اكتشفنا أن العالم لا ينتهى عند الحدود الخارجية للبيت، لكن هناك عالما آخر اسمه المدرسة.
قالت لى رشا بلهجة العالم بالأمور: أنا مرة شفت واحد راح النار!
كان هذا شيئا محيرا، فما نوع الذنب الذى ارتكبه هذا الشخص حتى أن الله لم يصبر عليه حتى يموت ليحاسبه، فجعل الملائكة سحبته على الفور من ياقة القميص وألقوه فى جهنم!
أيمكن أن يرتكب المرء ذنبا ما، كأن يضايق أمه وهى نائمة، أو يلقى بمحتويات أدراج غرفة النوم من الشرفة، أو يختفي تحت السرير حين يحين موعد الاستحمام، فيجد نفسه مسحوبا إلى أعلى (أو ربما إلى أسفل) ويلقى فى النار؟ كان هذا شيئا مروعا! أفكر الآن أن هذا الأمر ربما كان من الأسباب الرئيسية التى جعلتنى طفلا مهذبا ومطيعا!

Saturday, September 17, 2005

أم جدتي


لازلت حتى الآن أذكر أم جدتي.
ربما كنت في الخامسة أو السادسة من عمري. لا أذكر منها سوى امرأة نحيلة جدا متشحة بالسّواد راقدة على السرير النحاسي الضخم ذي الأعمدة. كانت جدتي تذهب إليها يوميا في البيت القديم لخدمتها والوقوف على طلباتها، وتأخذني معها لألعب هناك في الساحة الواسعة للبيت، ولتخلّص أمي مني قليلا، وبعد أن تنتهي تأخذني وننصرف.
لازلت أذكر أيضا ذلك البيت العجيب الذي هُدم منذ زمن وصارت مكانه عمارة ضخمة الآن. السقف هائل الارتفاع ربما ما بين خمسة وستة أمتار. النوافذ عالية جدا قرب السقف وملونة ونورها يضفي جوا شاعريا على البهو الضخم. كل شيء خشبي وكل شيء قديم وكل شيء مترب.
لم أكن أحب أن أذهب هناك. تيتا الكبيرة مريضة وكسيحة وراقدة على السرير وشكلها مخيف، وتيتا الصغيرة تعاني في خدمتها وفي الاعتناء بشئون المنزل، بخلاف أعبائها الأخرى في منزلها هي شخصيا. في المرة الأخيرة التي ذهبنا فيها استقبلت تيتا الكبيرة تيتا الصغيرة بالنكران. انت مين؟ أنا ماليش بنات بالاسم دة! أنا ما خلفتش! فزعت تيتا الصغيرة من الموقف وظلت تحاول أن تذكّر تيتا الكبيرة بها، إلأ أن تيتا الكبيرة استمرت في النكران.
أعتقد الآن أن هذا كان نوعا من العتاب القاسي لكون تيتا الصغيرة تأخرت على الكبيرة في المرة السابقة، إلا أنني ظننت وقتها أن تيتا الكبيرة قد فقدت الذاكرة أو جنت!
تضايقت من هذا الموقف. بعد أن عدنا، وبعد أن دلفت إلى السرير وقبل أن أنام، نظرت إلى فوق وقلت: يا رب تيتا تموت علشان تيتا ترتاح منها!
ونمت.
في الصباح عرفت أنها ماتت.

أوه لا أيها الرب العزيز

أوه لا
أيها الرب العزيز
من فضلك امنحنا أن نعيش
لفترة أطول قليلا
أوه لا
أيها الرب العزيز
امنحنا فقط
مجرد يوم آخر
من أغنية لفريق Michael Learns To Rock

Friday, September 16, 2005

مرّ الكلام

مرّ الكلام

زيّ الحسام

يقطع مكان ما يمُرّ

أمّا المديح

سهل ومريح

يخدع لكن بيضرّ

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوَفا ع الحرّ

 

أحمد فؤاد نجم

صحبة الرجال

 
"صحبة الرجال لا تليق بالنساء لأنه إذا التقت الأنفاس وقع في قلبهما الهواس ودخل بينهما الوسواس ووصلت أخبارهما للناس".
من كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر للشيخ النفزاوي

Thursday, September 15, 2005

علموا أولادكم السباحة والرماية وتشريح الضفادع!


المقال هنا

الهاجس رقم 2

أعرف الآن جيدا ماذا يعني الوسواس القهري. الوسواس القهري يقهرك فعلا. مهما حاولت لن تستطيع مقاومته. القهر هو اسم اللعبة. لديّ الآن وسواسان قهريان يمارسان قهري بالاشتراك مع وسائل القهر الحياتية المعتادة.

الوسواس القهري الأول هو البوتاجاز. لديّ هاجس دائم يقنعني بأنني نسيت شيئا على النار أو رفعته من عليها دون أن أغلق الشعلة. هذا الهاجس منطقي نوعا لأنني كدت أن أتسبب في عدة مصائب بسبب قيامي بوضع البراد على الشعلة ثم الجلوس أمام الكمبيوتر ونسيان الأمر تماما. حدث هذا حوالي 10 مرات. وفي مرتين أخريين بدلا من أن أغلق الشعلة فإنني أدير الزرّ إلى الاتجاه العكسي فتظل مشتعلة.

الوسواس القهري الثاني هو المكواة. دائما ما أقوم بكيّ القميص في الصباح قبل أن أخرج وأنسى شد فيشة المكواة. حدث هذا أيضا أكثر من عشر مرات، وكاد أن يتسبب في مصائب. عندما سافرنا للمصيف هذا الصيف، ورغم أنني متأكد أنني لم أقم بكي القميص قبل النزول، إلا أنني ظللت أحمل هاجس المكواة طيلة الأسبوع وتسببت في قلق الأسرة كلها.

لهذا أصبت بالوسواس القهري بخصوص هذين الشيئين. قد أكون متأكدا من أنني لم أستعمل المكواة أو البوتاجاز اليوم ومع ذلك أقوم من النوم لأتأكد منهما. وقد أكون في طريقي إلى العمل وأعود أدراجي لألقي عليهما نظرة. صار الأمر مرضا لا شك فيه، وما يزيد من الأعراض هو أنني أجد أحيانا أن الوسواس محق وأن المكواة تعمل فعلا وعلى وشك حرق كومة الملابس المجاورة، أو أن يخبرني أبي أنهم أمس اكتشفوا رائحة غاز في الشقة بسبب إهمالي.

فكرت أن أتوقف تماما عن التعامل مع هذين الشيئين إلا أن هذا ليس عمليا، فأعود إلى استعمالهما مرغما ويعود إليّ الهاجسين أقوى مما مضى.

لم أعد أعرف الآن أيهما سيقتلني أولا: الهاجس رقم 1 أم الهاجس رقم 2.

Wednesday, September 14, 2005

أهرام دالي


الأهرام بريشة سلفادور دالي.
تأمل توزيعات الضوء في الصورة.

الفرق الوحيد بيني وبين المجنون

"الفرق الوحيد بيني وبين المجنون، هو أنني لست مجنونا"
سلفادور دالي من كتابه يوميات عبقري

Tuesday, September 13, 2005

من فضلكم ما حدّش يبايع باسمي

وجدت هذه اللافتة معلقة في لوحة الإعلانات بكنيستنا:

حاجة تحرق الدم فعلا.
مع احترامي الكامل لكهنة الكنيسة واعترافي بسلطتهم الدينية، فهل من حقهم أن يبايعوا وينتخبوا باسمي، وذلك باعتباري من شعب الكنيسة المذكور في اللافتة؟
يمكن للكهنة أن يؤيدوا وينتخبوا بصفتهم الشخصية، وأن يوقعوا على ذلك بأسمائهم - وهو ما فعلوه فعلا في الجزء السفلي الذي لم تتسع له الصورة – لكن الاعتراض هنا على كلمة شعب. فلنفرض أن لي رأيا مختلفا في هذا الأمر، هل يجب أن يكون رأي الشعب كله موحدا، أو أن يسير وفقا لتعليمات فوقية دون أن يعمل فكره ويقرر كل واحد لنفسه؟ هل من حق الكاهن في الكنيسة، والشيخ في الجامع، أن يعطي توجيهات وتعليمات في شأن سياسي بحت كهذا؟ وهل من الواجب طاعة السلطة الدينية هنا؟
يشعرني هذا الأمر أننا خرفان، إن ملايين الأشخاص يمارسون علينا سلطة التوجيه، بداية من رئيس الجمهورية مرورا بعسكري المرور وحتى أصغر بواب لا يسمح لك بالمرور قبل أن يعرف انت طالع لمين في العمارة.

المهلبية وحقوق الملكية الفكرية

كتب الدكتور نصار عبدلله فى بريد الأهرام شاكيا من قيام البعض باقتباس أجزاء من إحدى رواياته فى أحد مواقع الإنترنت ونسبها لكاتب آخر، كما حاول مخاطبتهم أكثر من مرة لتصحيح الخطأ لكن أحدا لم يستجب له.
وللدكتور نصار أقول لا تحزن، فليست الإنترنت سوى مولد بلا صاحب يفعل فيه الناس ما يشاءون، وليس هذا الإقتباس بشيء فى مقابل الذى جرى لكاتب هذه السطور!
كنت قد نشرت فى إحدى مجلات الكمبيوتر مجموعة من الأمثال الشعبية التى قمت بتحويرها حتى تتناسب مع عصر تكنولوجيا المعلومات الذى نعيشه، وأسميتها "أقوال حكيمة للقرن الجديد". قمت أيضا بإعادة نشرها – مع قصص أخرى - فى كتاب بعنوان "برسيم دوت كوم".
لكن هذه الأمثال انتشرت انتشارا رهيبا على الإنترنت، فى المنتديات والمواقع ورسائل المجموعات البريدية، وقد وضع أكثر من عشرين شخصا أسماءهم عليها! حتى أن بعض الذين قرءوا الكتاب ظنوا أننى نقلت هذه الأمثال من الإنترنت – رغم أن تاريخ النشر فى المجلة يثبت حقى – إلا أن هذا الأمر وضع المرء فى موقف المدافع عن نفسه طوال الوقت.
منذ حوالى شهرين فوجئت بإحدى قصص الكتاب منشورة فى إحدى المجلات بدون توقيع. قابلت رئيس التحرير وشرحت له الأمر، وبالصدفة دخل علينا الصحفى الذى أرسل القصة - ومعه صديق له – ليشتكى من أن اسمه سقط عن القصة عند النشر. عرفه رئيس التحرير بى وشرح له المشكلة، وهنا صرخ صديق الصحفى: "إزاى؟ دة أنا كنت قاعد جنبه وهو بيكتبها!!".
وإزاء هذا الكلام لم أستطع أن أنطق وقد شعرت للحظة أننى مجنون وأننى أتخيل أننى أكتب القصص. لكن الصحفى اعترف بعد قليل أنه نقلها من أحد مواقع الإنترنت ولا يعرف من كتبها، ومادام قد وجدها أولا فهى من حقه! (لاحظ أنه يؤمن بأن القصص لا تكتب وإنما توجد من تلقاء نفسها وهكذا فهى من حق المكتشف) وقد صدّق صديقه على كلامه لأنه كان يجلس بجانبه وهو ينقل من الشاشة!
فى مرة أخرى كنت أقلب صفحات إحدى مجلات الأطفال الشهيرة التى تصدر فى الخليج، حين فوجئت بصورة منشورة لواجهة أحد برامج المحادثة الفورية مكتوبا فيها اسمى وأسماء أصدقائى! ثم تذكرت أننى كنت قد نشرت تحقيقا عن برامج الرسائل الفورية، وكانت هذه الصورة ضمن الصور المنشورة، فكل ما فعله المحرر هو أن قام بتلخيص الموضوع ووضع الصور كما هى.
حسنا، ماذا يمكن أن نفعل فى مثل هذه الحالات؟ وكيف يمكن للمرء أن يحصل على حقه الأدبى؟ الإجابة هى لا شيء طبعا، فلا يمكن أن تحصل على حقك بأية صورة من الصور، إلا إذا استهلكت طاقتك لتملأ الدنيا صراخا، وسحبت رصيدك من البنك وأعطيته للمحامين ليرفعوا لك قضايا حتى تحصل فى النهاية على تعويض رمزى مقابل نشر موضوع صحفى، لكن هذا الأمر يبين لنا إلى أين وصل مفهوم حقوق الملكية الفكرية فى بلادنا، حتى بين الصحفيين أنفسهم.

Sunday, September 11, 2005

11 سبتمبر مرة أخرى

أربعة أعوام الآن على 11 سبتمبر. في ذلك الوقت كنت في الصيدلية حين قيل لي شفت اللي حصل في أمريكا؟ ليس هناك تلفاز في الصيدلية. كان عليّ أن أنتظر حتى أعود إلى المنزل لأنه لم يكن من الممكن أن أصدق المشهد ما لم أره. يبدو الأمر الآن أقل إذهالا بعد كل هذا الوقت، لكنه لازال مثيرا للمشاعر.
هنا مقال عن هذه المناسبة.

لماذا مستنقعات الفحم؟


سؤال وجيه طبعا. أولا لأن مستنقعات الفحم اسم جميل ويصلح أن يكون اسما لبلوج! وهو يصلح أيضا لأن يكون اسم رواية، وأنا أفكّر بالفعل منذ فترة أن أكتب رواية باسم مستنقعات الفحم، لكن المشكلة أنه ليس لديّ أيّة فكرة عن الأحداث التي يمكن أن تدور تحت هذا العنوان، كان هذا ثانيا!

نأتي لثالثا: مستنقعات الفحم هو اسم لأحد العصور الجيولوجية التي مرت بها الأرض. واضح من الاسم أن الأرض كانت عبارة عن مستنقعات كبيرة من الفحم في ذلك الزمن السحيق. يبدو الأمر عسيرا على التخيل، لكنه أيضا تخيّل بشع ومؤلم. لا أعرف لماذا أشعر أن هذه الصورة تتفق وحالتي النفسية. أشعر أن بداخلي مستنقعات من الفحم تتراوح حالتها بين الغليان والتجمد. كلا الحالتين متعب ومؤذي. قد يكون من الأفضل للمرء أن يفرغ بقايا الشواء الذي بداخله من آن لآخر، هكذا ينصح الأطباء النفسيين. وحيث أن البلوج هو مكان أشبه بالمذكرات الشخصية، فالاسم يبدو مناسبا تماما بالنسبة لي.

كل ما أرجوه هو ألا يتضايق القاريء وهو يخوض في المستنقعات، لذا سأحاول أن تكون قطعة الفحم صغيرة قدر الإمكان في كل مرة!

Friday, September 09, 2005

افتتاح متأخر

منذ إبريل الماضي افتتحت هذا البلوج ولم أضف فيه شيئا. فكرت أنه ربما كان من المناسب أن أنتظر حتى أقوم بإدخال الدي إس إل، لكن يبدو أن هذا لن يحدث قريبا! لذا يجب أن يأخذ المرء خطوة إيجابية في لحظة ما: فلنبدأ البلوج. وبعدين الواحد لازم يكون عنده بلوج زي باقي مخاليق ربنا حتى لو ما كتبش فيه حاجة عليها القيمة.

عجيب أمر هذه البلوجات، فيما مضى كان من يكتب مذكراته الشخصية يكتبها في كشكول يخفيه تحت البلاطة خوفا من أن يرى واحد أسراره ومشاعره التي كتبها. وفي بعض الأفلام القديمة كانوا يعرفون من هو القاتل عن طريق قراءة مذكرات المتهمين، وكنت أتعجب كيف يكتب المرء في مذكراته كلاما يلقي به في غياهب اللومان. اليوم ينشر الناس مذكراتهم الشخصية على الإنترنت ليقرأها كل إنسان في العالم، وهناك بلوجات كثيرة يكتب أصحابها ما يمكن أن يؤدي بهم إلى ما هو أبعد من اللومان! أليس عجيبا هذا التغيّر المذهل الذي حدث في قِيَم عالمنا بسبب الإنترنت؟