Wednesday, September 21, 2005

النار




لا أعرف لماذا أتذكر هذه الحكاية حتى الآن. ربما لأنها شغلتنى كثيرا وأنا صغير.
كنا أطفالا فى الحضانة (لم يكن اسمها كى جى وان فى تلك الأيام)، لازلنا نستكشف حدود هذا العالم المترامى الأطراف، وقد اكتشفنا أن العالم لا ينتهى عند الحدود الخارجية للبيت، لكن هناك عالما آخر اسمه المدرسة.
قالت لى رشا بلهجة العالم بالأمور: أنا مرة شفت واحد راح النار!
كان هذا شيئا محيرا، فما نوع الذنب الذى ارتكبه هذا الشخص حتى أن الله لم يصبر عليه حتى يموت ليحاسبه، فجعل الملائكة سحبته على الفور من ياقة القميص وألقوه فى جهنم!
أيمكن أن يرتكب المرء ذنبا ما، كأن يضايق أمه وهى نائمة، أو يلقى بمحتويات أدراج غرفة النوم من الشرفة، أو يختفي تحت السرير حين يحين موعد الاستحمام، فيجد نفسه مسحوبا إلى أعلى (أو ربما إلى أسفل) ويلقى فى النار؟ كان هذا شيئا مروعا! أفكر الآن أن هذا الأمر ربما كان من الأسباب الرئيسية التى جعلتنى طفلا مهذبا ومطيعا!

2 comments:

wmn said...

كنت مدمن قراءة كتب المسيخ الدجال و الثعبان الاقرع و أهوال يوم القيامة و عذاب القبر و انا طفل صغير ..

أتذكر جيدا انني كنت اشتري الكتب من بتوع الجرانين في وسط البلد ، ثم اقرئها و انتهي منها و نحن في طريق العودة للبيت بالسيارة لاني لا اجروء على قرائتها في الشقة حتى لو كان أهلي كلهم موجودين ..

لازلت لا أجد شيئا من كل هذه الميثولوجيات يدفعني لأن أكون بنى آدم محترم بقدر ما يدفعني الوازع الاجتماعي - لو كان فيه شيء بهذا الاسم

مين اللي قال : لا شك عندي أني سأدخل الجنة و لكني سأدخلها دافئا بعض الشيء ؟

Hamed said...

أرى أن الاكتفاء بالقراءة في هذا المجال وحده نوع من تعذيب الذات الذي لا مبرر له ، ولا أرى أن المسيخ الدجال و عذاب القبر من المثيولوجيات ، الموضوع أنها ليست كل الصورة ، ومن الغباء أن أطيل النظر إلى الوجه المؤلم و ألا أنظر إلى الجانب المشرق في الموضوع و هو كثير ..
ذكرتني حكايتك يا مشيل بقصة لنجيب محفوظ لا أدري اين قراتها بالضبط ، عن صديقهم الطفل الذي مات ، وأخذ الأطفال يتحدثون بحيرة عن معنى الموت و من عمر كم يبدأ حساب القبر ..