Thursday, April 17, 2014

حديقة الكنز!

وأنا صغير كنت متأثر جدا بقصص المغامرات اللي باقراها، خصوصا قصص زي "جزيرة الكنز" وسواها، وكنت باعمل تصرفات غريبة مستوحاة من القصص دي.
في مرة قررت إني أدفن الكنز بتاعي في حديقة العمارة. الكنز عبارة عن علبة بلاستيك حطيت فيها حبوب فول ومليتها ميّه. سجلت إحداثيات الكنز بدقة: ثلاث خطوات لقدام بعد السور وبعدين خطوتين يمين، حفرت ودفنت الكنز، وسجلت التاريخ على العلبة علشان القرار كان إني هارجع أطلع الكنز ده بعد سنة كاملة.

اللي حصل إن فات أقل من أسبوع وكنت خلاص مش قادر أستحمل وقررت إني لازم أطلع الكنز. نزلت ومشيت حسب الإحداثيات المتسجلة عندي وحفرت وفعلا الكنز كان موجود. فتحت العلبة فطلعت لي منها ريحة منتّنة لا تُحتَمل. أسوأ ريحة ممكن الواحد يتخيلها. رميت العلبة باللي فيها وبطلت أدفن كنوز، لكن ما بطلتش التصرفات الغريبة التانية.

Saturday, April 12, 2014

إنهم يذبحون الأشجار 46

قبل وبعد



المكان: ميدان الجلاء

Thursday, April 10, 2014

إنهم يذبحون الأشجار 45

قبل وبعد..
المكان: كوبري الجلاء - مصر الجديدة
السبب: المشروع الغبي المسمى بتوسيع شارع العروبة



Wednesday, April 09, 2014

تعال صوّر السيسي


أول مرة أسمع فيها السؤال الاستنكاري: "انت ما بتحبش السيسي ولا إيه؟" كانت في يوليو 2013، أقل من شهر بعد سقوط حكم الإخوان.

كنت في الإسكندرية. أخذت الكاميرا وذهبت لتصوير الحواري الداخلية لمنطقة الأنفوشي ورأس التين، وهي منطقة قديمة جدا بها بيوت عتيقة ومتهالكة، تعود إلى تلك الأيام التي كانت تصنع فيها الأسقف من العروق الخشبية وليس الخرسانة. 



أروع ما في هذه البيوت أبوابها الخشبية المصنوعة بحرفية عالية ولا يشبه أي منها الآخر.

للأسف نحو نصف هذه البيوت تم هدمه في السنوات الأخيرة وصارت هناك أبراج خازوقية تتجاوز العشرين دورا تنتصب وسطها صانعة قذارة بصرية لا تصدق.




الذهاب لتصوير هذه الحواري هو عمل ينطوي على شيء كبير من الخطورة، فهذه الحواري لا تخلو من البلطجبة، إضافة إلى العدائية الشديدة التي ينظر بها الناس في مصر لمن يحمل كاميرا. من أجل هذا تركت موبايلي الحديث في المنزل وأخذت واحدا قديما متهالكا، كما تركت المحفظة واكتفيت بالبطاقة الشخصية ونحو خمسة عشر جنيها، بحيث إذا تعرضت للسطو تكون الخسارة الرئيسية في الكاميرا فقط والباقي أقل ما يمكن.

كان هذا حين قابلتني بائعة الخضر هذه. تجلس على ناصية الحارة وأمامها عربة الخضر وقد علقت عليها صور السيسي. في ذلك الوقت كان هناك انتشار جنوني لصور السيسي في كل مكان، حيث تباع الصور على الأرصفة وفي الإشارات. لا أعرف من العبقري الذي أسرع بطبع كل هذه الكميات وبيعها ليحقق منها ثروة صغيرة، أم لعل الدولة نفسها كان لها دور في نشر هذه الصور؟

بعد السؤال المعتاد عن ماذا تصور وماذا تفعل، قالت لي "بدل ما تصور العمارات القديمة تعال صوّر السيسي"، وأشارت إلى صور السيسي الموضوعة على العربة. أما أنا فلم أرَ داعيا لتصوير (صورة) السيسي، فالصورة (متصوّرة) بالفعل! 

وهنا علا صوت الست: انت ما بتحبّش السيسي ولا إيه؟ انت إخوان ولا إيه؟!

في ذلك الوقت لم يكن لدي استيعاب لما يحدث. نعم، قام السيسي بعمل بطولي جليل وأنقذ البلاد من حرب أهلية وشيكة ثم سلم الحكم لسلطة مدنية متمثلة في رئيس المحكمة الدستورية وفقا للدستور، لنعود مرة أخرى إلى نقطة ما بعد 11 فبراير 2011. لكني لم أكن أتصور أنه كان يعيدنا إلى ما قبل 25 يناير. كنت أظن أن دستورا أفضل سيكتب وانتخابات أخرى ستجرى لنختار بين عدد من المرشحين المدنيين. كانت جوقة الطبل والزمر قد بدأت بالكاد في تسخين أدواتها لنصل إلى حالة الهوس التي وصلنا إليها الآن.


ودرءا للتهمة وإيثارا للسلامة قمت بتصوير صورة السيسي، لكني وسعت الكادر لأضعها معه في الصورة.

المغنواتي!

أيام الإعدادية، وباعتباري الطالب الوحيد في المدرسة اللي بيعرف إنجليزي، كانت المدرسة مكلفاني بالإذاعة المدرسية يوم الأحد، علشان يوم الأحد كانت الإذاعة بتبقى بالإنجليزي ما اعرفش ليه.
المهم وعلى مدى سنة كنت باقرا فيها على العيال أخبار غريبة وحاجات من نوعية هل تعلم بس بالإنجليزي، وغالبا ما كانش فيه حد لا بيفهم ولا حتى بيسمع أنا باقول إيه والناس كلها متنحة على الصبح، فقررت في مرة إني أجدد وأغني لهم أغنية بالإنجليزي في الإذاعة! ولغاية النهاردة مش عارف إزاي جت لي الجرأة إني أعمل العَملة دي!
وفي الأسبوع المشهود طلعت لهم بالأغنية وكنت متوقع إني بعد ما أخلص ألاقي أي رد فعل أو حتى شخص واحد يصقف بس ما لاقيتش! نفس النوم والتناحة! خلصت الإذاعة ورجعت مكاني في الطابور وسألت الواد اللي جنبي: هو أنا غنيت كويس؟
فضل باصص لي شوية وكإنه ما أخدش باله أساسا إن كان فيه أغنية، وبعد شوية تفكير قال لي: آه.
بعدها أقلعت عن كل الأنشطة المدرسية، وأما الغناء فبقى يقتصر على الحمّام!