Friday, March 28, 2008

فاتيما وكريمة وحليمة!


تعرض قناة النيل للمنوعات حاليا حلقات قديمة لألف ليلة وليلة، تلك الحلقات التي قامت فيها شريهان بأداء ثلاثة أدوار لثلاث أخوات: كريمة اللثغاء المرووشة، وحليمة البطيئة النايمة على روحها، وفاتيما العاقلة اللي فيهم.
قدم التليفزيون أعمالا عديدة مستوحاة من الليالي، وتبقى القصة العجيبة لفاتيما وحليمة وكريمة هي أكثر هذه الحكايات روعة وإبهارا.
ولا أعرف هل أنا معجب بها إلى هذا الحد لأنني رأيتها لأول مرة وأنا طفل، ولازال لديها في ذاكرتي بقايا انبهار ومعزة قديمة؟ أم لأنها عمل عبقري فعلا؟

الأخوات الثلاثة، والقصر المسحور الذي يظهر ويختفي، والبستان الذي يطرح بغير أوان، وبئر الزيت، وريما التي عادت إلى عادتها القديمة بعد أن ارتكبت الجريمة، ومشكاح الشطاح النطاح اللي إن جه أو راح بلبل صداح، وعالم ما تحت الأرض، والمؤامرة الممتدة على مدى ثلاثين حلقة، والكنز المخفي الذي لا يظهر لمن يبحث عنه.

من اللطيف أن الحوار بين الشخصيات مسجوع من أول الحلقة إلى آخرها، ورغم أنه يبدو مبتذلا قليلا: "أهلا بيك يا أمير، أمال فين الوزير، انت جيت يا وردان، تحت أمرك يا ملك الزمان، أمال فين مرجان، حالا يبقى في المكان.." الخ، إلا أنه رغم هذا يضفي نوعا غريبا من السحر على الحلقات.
ولا ننس طبعا الألحان الرائعة للمقدمة والنهاية، والتي يساوي طولهما طول الحلقة تقريبا وربما أكثر، ورغم أنني شاهدت مقدمة الحلقة ونهايتها عشرات المرات، إلا أنني لا أمل منهما أبدا.

حان اللقاء هذا المساء
للراوية الحلوة الحسناء
تسحر قلوبنا كيف تشاء
وتقول لملايين العشاق..

وطبعا الموتيفات الشهيرة: الدنيا ما بتديش محتاج.. رجعت ريما لعادتها القديمة.. اللي يدور ما يلاقيش.. الخ. وكمان الخدع اللي كانت حاجة فظيعة جدا بمقاييس الثمانينات.

لاشك أن هذه كانت أفضل محاكاة لليالي وأكثرها اقترابا من عوالمها. ما فيهاش حاجة وحشة غير الممثل الرخم اللي عمل دور الأمير، واللي شكله ما يجيبش أبدا على أمير!

شاهدوا مقدمة العمل هنا.

Thursday, March 27, 2008

ثمانية أفلام لهاري بوتر!

هاري بوتر، الساحر الصغير والبطل المحوري في الرواية الملحمية ذات الأجزاء السبعة، سيظهر في ثمانية أفلام وليس سبعة!
كان هذا ما أعلنته جريدة لوس أنجلوس تايمز هذا الأسبوع، فالكتاب السابع من هاري بوتر سيتم تصويره على جزأين لطول الأحداث من ناحية، ولعدم إمكانية حذف أي جزء من أحداث الرواية كما كان يحدث مع الأجزاء الأخرى من ناحية أخرى، وهو السبب الأهم.
من المتوقع أن يظهر الجزء الأول من الفيلم في نوفمبر 2010، ثم الجزء الثاني في مايو 2011، وسيتم تصوير الجزأين معا في وقت واحد. أما الجزء السادس والذي من المتوقع أن يعرض في نوفمبر 2008، فقد بدأ تصويره بالفعل في سبتمبر الماضي.
خبر سيسعد عشاق هاري بوتر بالتأكيد، فقد حصلوا على فيلم إضافي!

Sunday, March 23, 2008

كونان البربري


لطالما كنت مفتونا بقصص كونان البربري المصورة التي كانت تنشر في مجلة طرزان اللبنانية، برسوماتها المتقنة ولغتها الشعرية وأحداثها الغريبة الساحرة.
وقد جعلني هذا متشوقا لرؤية فيلم كونان البربري الذي قام ببطولته أرنولد شوازنجر عام 1982، والذي ظللت أبحث عنه لفترة طويلة، إلى أن وجدته أخيرا، وليتني لم أجده!
شوارزنجر بتمثيله المتخشب قادر على إفساد أي شخصية، وهو لا يصلح في رأيي سوى لشخصية المدمر The Terminator، ذلك الإنسان الآلي عديم المشاعر. الفيلم أيضا يتمتع بنوع من العبط على مستوى السرد، وهو شيء يمكن أن يكون مقبولا إذا كان تاريخ الإنتاج يعود إلى الأربعينات، على غرار أفلام هاريهاوزن الفانتازية، وليس إلى الثمانينات القريبة.
لكني برغم هذا لن أترك الفيلم يفسد حبي لكونان البربري، برغم أنف أرنولد شوارزنجر

Tuesday, March 18, 2008

بلو فيري

الولد الآلي ديفيد في فيلم Artificial Intelligence قطّع قلبي بمعنى الكلمة. هو في الأساس قد صُنِعَ على شكل الولد الحقيقي الذي دخل في غيبوبة، وذلك كي يتم تعويض أمّه عن مأساة فقدان ابنها الوحيد. الجديد أن هذا الطفل الروبوت الفريد من نوعه يحمل مشاعر بشريّة. لكن الولد يستيقظ، وتخشى الأم على ابنها الحقيقي من الآلي، وبالتالي يتم تسريح الأخير. يتحطّم الولد الآلي نفسيّا ويتمنّى أن يكون ولدا حقيقيّا (نفس عقدة بينوكيو). سيُمزّق ديفيد نياط قلبك وهو يناجي تمثال بلو فيري تحت الماء لتحوله إلى ولد حقيقي، ثم وهو يجلس مع نسخة جينية من أمه بعد ألف عام، حتى أنك لن تحاول أن تشاهد الفيلم مرة أخرى حفاظا على أعصابك ورحمة بها من التلف.
فيما بعد استطعت الحصول على فيلم ديزني الخالد "بينوكيو" الذي يعود إلى عام 1940، ورأيت بلو فيري الحقيقية.
جنية ساحرة شفافة كما يجب أن تكون. وَجَدتُ أن أُسلوب الرسم مختلف جدا عما هو سائد الآن ويبدو أن مقاييس الجمال في ذلك الوقت كانت جدّ مختلفة، ولم يكن فن الأنيميشن الياباني قد طغى كل هذا الطغيان حتى أصبح فنانو ديزني أنفسهم يحاكونه، بعيون الشخصيات المتسعة بشكل غير طبيعي، والأجساد النحيلة بزيادة، وقصّات الشعر الطويل الثائر، والأجساد صغيرة الحجم للفتيات.
بلو فيري الحقيقية ليست نحيفة أبدا بل ممتلئة الجسم وعيونها ليست بهذا الاتساع. تتحرك بحساب وتتحدث بحكمة. وصوتها.. صوتها عبقري به حنان وأمومة غير عادية وفي نفس الوقت تتحدث بطريقة لطيفة وكأنها تضحك.
ضبطت نفسي أعيد الجزء الذي تظهر به بلو فيري كلما انتهى، تنصح بينوكيو بأن يتبع ضميره ويكون ولدا صالحا ثم ترحل، فأعيدها إلى الكادر مرة أخرى. شكرا للتقنيات الرقمية التي جعلت الإعادة مرات عديدة ممكنة دون أن يتلف الشريط الممغنط. لك الحق يا ديفيد أن تظل تناجيها حتى تنفد بطاريتك.
لقد وقعت أنا أيضا في حب بلو فيري.

Tuesday, March 11, 2008

عودة aXXo!

أخيرا عاد aXXo!
أمس قام صديقنا أكسو بتحميل تورينتين على مواقع تحميل التورينتات، وعلى الفور امتلأت صفحات التعليقات بمئات التهاني بعودة أكسو حبيب الملايين حول العالم، وقد كان هذا أهم حدث مر به عالم الإنترنت في الفترة الماضية!
لا توجد معلومات عن سبب الاختفاء المفاجيء، يمكن يكون اتجوز وكان في شهر العسل ولا حاجة، المهم انه رجع لنا بالسلامة.
عود أحمد يا أكسو!

Saturday, March 01, 2008

مشاكل مع الإنغليزية ولغات أخرى!

يعمل أحد أصدقائى محررا بإحدى المجلات. صديقى مسئول عن كتابة التقارير والأخبار عن "الجيمز" أو ألعاب الكمبيوتر الجديدة. عندما قرأت صفحته آخر مرة، قلت له أنه يجب أن يتحلى ببعض المكر، فيقوم - على الأقل - بإعادة صياغة الأخبار التى ينقلها عن المواقع اللبنانية، فلا يجوز أن ينقل الأخبار بنصها هكذا كما هي. سألنى كيف عرفت، قلت له لأنك كتبت أخبارا عن "الغيم" الجديدة!
فى لبنان، وكما كانت دائما، هناك حركة ترجمة نشطة جدا. وحينما كانت الكتب الثقافية تأتى إلينا من بيروت، ترسخت لدينا بعض المسميات التى ظلت ملتصقة بكتبنا وألسنتنا حتى الآن، فنحن نقول البرتغال – غانا – الكونغو – أوغندا – غينيا – يوغوسلافيا. بينما الصحيح أن ننطق أسماء هذه الدول هكذا: البرتجال – جانا – الكونجو – أوجندا – جينيا – يوجوسلافيا، وهكذا. ونحن نعرف أن القوامس اللبنانية هي قواميس (عربى انغليزى – انغليزى عربى)، فالمترجمون اللبنانيون يترجمون أية جيم غير معطشة إلى غين. ولولا نشاط المترجمين المصريين لظللنا نرزح تحت وطأة الغين. لكن حمدا لله أنها انحصرت فى أسماء بعض الدول.
مشاكل الترجمة لا تتوقف عند هذا الحد، فلازلنا لا نعرف ما إذا كان بطل تلك القصة المشهورة هو دون كيشوت أم دون كيخوتة، وهذا الروائى البرازيلى المشهور هل هو باولو كويلو أم باولو كويلهو، وذلك الكاتب البرتغالى الحاصل على نوبل عام 1998 هل هو جوزيه ساراماجو أم خوسيه ساراماجو، وعبقرى قصص الخيال العلمى هل هو مايكل كريشتون أم مايكل كرايتون؟
وفى حالات كهذه لن يمكنك أبدا أن تحصل على قائمة كاملة بالمؤلفات المترجمة لهذا الكاتب، لأن قواعد البيانات تتعامل مع كل اسم له كشخص مختلف. هناك مشكلة أخرى تجعل قواعد البيانات باللغة العربية غير فعالة تماما، فأحيانا تكتب الألف فى الأسماء بهمزة وأحيانا بدون، وأحيانا توضع نقطتان أسفل الياء الأخيرة فى الاسم وأحيانا تترك بدون، وهذا يجعل وظيفة البحث غير فعالة إلا إذا جربت كل الاحتمالات الممكنة، ينتج هذا بسبب عدم الدقة فى الكتابة، لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
هناك أيضا كوفى عنان الذى تحول إلى (أنان) بعد عام من حصوله على منصبه كأمين عام للأمم المتحدة، والرئيس الباكستانى الذى تسميه بعض الجرائد (بربيز مشرف) والبعض الآخر (برويز مشرف).
تحدث هذه المشكلة كثيرا مع طلاب وخريجى كليات الطب، لأنهم يدرسون بلغة ليست لغتهم، والذين يدرسون لهم أيضا يدرّسون بلغة ليست لغتهم، لذا فإن كثيرا من أساتذة الطب ينطقون المصطلحات عكس ما ينطقها زملاء لهم يدرّسون لنفس السنة الدراسية، البعض يصر على أن علم أمراض النساء هو (جينوكولوجى) بتعطيش الجيم، والبعض يصر على أن النطق الصحيح بدون تعطيش! والمطلوب من الطالب أن يعرف طريقة نطق كل أستاذ، لأنه إذا نطق الطالب مصطلحا بطريقة مختلفة عما ينطقها أستاذه فى الامتحان الشفهى فإن الأستاذ يتهم الطالب على الفور بأنه لا يحضر المحاضرات، وهكذا تضيع درجات الامتحان الشفهى، والتحريرى أيضا!
ويؤكد بعض العالمين باللغة الروسية، أننا ننطق أسماء العظام ديستوفسكى وتشايكوفسكى وسواهم بطريقة خاطئة تماما، وقد حاولت أن أنطق الأسماء بالطريقة الصحيحة، إلا أنا كانت تختفى على الفور من ذاكرتى وتحل محلها طريقة نطقي التى اعتدت عليها.
فى رأيي أن الأسماء الأجنبية يجب أن تكتب كما ينطقها أهلها. لكن كيف سيعرف المترجم طريقة النطق ويتأكد منها؟ إن القواميس الكبيرة تحتوى على إرشادات لطريقة نطق الكلمات، لكن هذه القواميس لا تحتوى على أسماء الأشخاص، فماذا نفعل؟ فى عصر التليفزيون والدش والوسائط المتعددة أصبح من الممكن للمرء أن يحصل على ثقافية صوتية بجانب ثقافته المقروءة، فلم يعد الأمر صعبا كالماضى، ولا يجب عليك أن تسافر إلى اليابان لتعرف كيف ينطقون اسم أكيرا كيروساوا. يقتضى هذا الأمر أيضا أن يتثقف المترجم بشيء من ثقافة أهل البلاد التى يترجم عن لغتها قبل أن يبدأ عمله، كى نستطيع أن نقرأ بصورة صحيحة، فإذا سمعنا نفس الكلمة التى قرأناها من قبل نستطيع أن نتعرف عليها، فلا تتحول ثقافتنا إلى ثقافة على الورق فقط.