Tuesday, October 30, 2007

الأغنية المنطقية

When I was young, it seemed that life was so wonderful,
A miracle, oh it was beautiful, magical.
And all the birds in the trees, well theyd be singing so happily,
Joyfully, playfully watching me.
But then they send me away to teach me how to be sensible,
Logical, responsible, practical.
And they showed me a world where I could be so dependable,
Clinical, intellectual, cynical.

There are times when all the worlds asleep,
The questions run too deep
For such a simple man.
Wont you please, please tell me what weve learned
I know it sounds absurd
But please tell me who I am.

Now watch what you say or theyll be calling you a radical,
Liberal, fanatical, criminal.
Wont you sign up your name, wed like to feel youre
Acceptable, respecable, presentable, a vegtable!

At night, when all the worlds asleep,
The questions run so deep
For such a simple man.
Wont you please, please tell me what weve learned
I know it sounds absurd
But please tell me who I am.

The Logical song

فريق: Super Tramp


Friday, October 19, 2007

البيديه


لا ريب أن كل من يرى البيديه للمرة الأولى دون أن تكون لديه فكرة مسبقة عنه سيفكر كثيرا في فائدة هذا الاختراع، وأنا عندما كنت صغيرا كنت أظن أن البيديه هو مكان للتبول بينما الكابينيه مكان للتبرز، لكن اتضح لي أنني كنت مخطئا.

وبيديه هي كلمة فرنسية قديمة تعني المهر أو الحصان الصغير، لأن البديه يركب كما يركب الحصان. وقد ابتكره أحد صناع الأثاث الفرنسيين في أواخر القرن السابع عشر، وكان بطبيعة الحال خشبيا في ذلك الوقت. كان البيديه يستخدم في البداية في غرف النوم، ثم انتقل بعد ذلك إلى الحمامات.

والبيديه في الأساس هو أداة لتنظيف منطقة الأعضاء التناسلية لدى السيدات، حيث يتم الجلوس في وضع مواجه للحنفية لهذا الغرض، أو بالعكس لتنظيف منطقة الشرج، إلا أن بعض الأشخاص يستخدمونه لغسل الأرجل، وأحيانا لتحميم الأطفال، وإن كان هذا استخدام خاطيء للبيديه.

والبيديه منتشر أكثر في الدول الأوروبية، خاصة فرنسا واليونان وإيطاليا وأسبانيا والبرتغال. وهناك بلدان كثيرة لا تعرف شعوبها هذا الاختراع، حيث دائما ما يكون هناك اعتقاد بأنه أداة مخصصة للتبول، وعندما دخل الجنود الأمريكيون إلى فرنسا لتحريرها من الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، فوجئوا بهذا الاختراع في المواخير الفرنسية، وقد ظنوا أنه مخصص لتستخدمه العاهرات لعمل دش مهبلي بعد اللقاء الجنسي، وقد انتقل هذا الاعتقاد إلى الولايات المتحدة مع الجنود بعد ذلك، وقد ساهم هذا الاعتقاد في الحد من انتشار البيديه في الولايات المتحدة حتى الآن.

ويستخدم البيديه للتشطيف بعد التبرز في العديد من البلدان، بدلا من عادة استخدام أوراق التواليت المنتشرة في الولايات المتحدة. أما الكابينيه ذو الشطاف الذي نستخدمه في مصر فهو اختراع غير شائع في العالم، وهو يعتبر مزيج من الكابينيه والبيديه، وقد ظهر في اليابان للمرة الأولى عام 1980.

نرجو أن نكون قد أوضحنا ما خفي بخصوص البيديه، وأن نكون قد أزلنا الالتباس السائد بخصوص هذه الأداة الغامضة.

Wednesday, October 10, 2007

ذعر عالمي من تنامي قوة جوجل 2

كنت قد أشرت من قبل إلى هذا المقال هنا، إلا أن أحدا لم يكلف خاطره ويضغط على اللينك لأسباب لها علاقة بالكسل في الأعم الأغلب، ولما كنت مهتما بهذا المقال بدرجة كبيرة فقد قررت أن أنقله لكم هنا لعل أحدا يقرأه هذه المرة!

ذعر عالمي من تنامي قوة جوجل

إعداد: أحمد بشير

مع اتساع نطاق نشاطات محرك البحث العملاق “جوجل” Google في قطاعات الاعلام والبرمجيات والاتصالات اللاسلكية، باتت الشركات المنافسة تخشى سطوة نفوذه وتعمل على الرد وشن هجوم مضاد عليه. وتقول مجلة “بزنس ويك” إنه في الوقت الذي تطلق فيه “جوجل” سيلا من الخدمات الجديدة وتجمع المزيد من البيانات وتقتحم قطاعات جديدة، يجد المرء صعوبة في تصنيف الشركة وتحديد صفة لها.

علاوة على ذلك، يجد المرء نفسه في حيرة ازاء ما يمكن أن تصل إليه الشركة التي لم يعد اسم “محرك البحث” كافيا ليعطي فكرة كاملة عنها. وقد أصبح ممكنا لأي سيناريو، أو مزيج، من السيناريوهات ان يحدث.
فلنتخيل انفسنا بعد 7 سنوات أي في العام ،2014 وقد حطمت “جوجلزون” وهي مزيج قوي على نحو مخيف يضم محرك البحث جوجل إنك، وشركة امازون دوت كون انك الاعلام التقليدي وتركته أثراً بعد عين، وحل محله كيان معلوماتي متطور ذو صبغة شخصية، مولد بواسطة الحاسوب ويشمل حزمة مباشرة “اونلاين” من الاخبار والتسلية والمدونات والخدمات المستقاة من العالم اجمع بناء على معارف تتجدد كل دقيقة ويتم تصميم الحزمة حسب طلب العميل لتلائم حاجاته وأولوياته، وتتولى “جوجلزون” تجميعها وترتيبها والسيطرة عليها.
ويمثل هذا تصورا للمستقبل طبقا ل “ابيك 2014” وهو فيلم وثائقي خيالي وضعه على الشبكة في أواخر عام 2004 الصحافيان الشابان مات تومسون وروبن سلون.
وقد قوبل فيلم الفيديو القصير بكثير من الضحك وشيء من الفزع من قبل اطراف في الوسط الاعلامي والانترنت شاهدت الفيديو.
واما اليوم، فلا أحد يضحك، وقد حل العام 2007 وتبدو صورة “ابيك 2014” لمشهد لقطاع الانترنت تهيمن عليه شركة واحدة ضارية متعددة النشاطات والمعارف يرى كثيرون أنها شبيهة ب “جوجل”.
اهو صندوق البحث الصغير الذي يستخدمه الجميع في كل يوم؟ وبصفته المكان الذي يبدأ به حوالي 400 مليون شخص في كل شهر بحثهم في الانترنت، يعتبر جوجل البوابة رقم “1” الى امكانات الشبكة التجارية الهائلة. وبوجود بيانات اكثر مما يبحث عنه المستخدمون، يستطيع “جوجل” ان يخدم أكثر الاعلانات المستهدفة وذات الصلة ومعها النتائج، وان يجتذب المزيد من النقرات، والمزيد من المال، والمزيد من المستخدمين، وهنا تتضح الفكرة.
ويعشق المستهلكون بساطة “جوجل” ونتائجه وهو ما يفسر أسباب اجتذابه 56% من جميع عمليات البحث.
ولا عجب لذلك في ان المعلنين المتلهفين لبث اعلاناتهم دفعوا حوالي 10،6 مليار دولار لخزانة جوجل العام الماضي بزيادة قدرها 73% عن عام 2005.
ولمن لا يصدق، فإن قيمة “جوجل” السوقية والتي تبلغ 144 مليار دولار تفوق القيمة السوقية لشركات “تايم وارنر” و”فياكوم” و”سي بي اس” ووكالة الإعلانات العملاقة “بابليسيز غروب” و”نيويورك تايمز كو” مجتمعة.
وما يثير رعب كثير من تلك الشركات أن جوجل تستخدم سقف اسعار السوق ذاك مع ما لديها من نقد واستثمارات تبلغ نحو 11 مليار دولار لاقتحام مجموعة كبيرة من الاسواق التقليدية، فالشركة تبيع الاعلانات في الصحف والمجلات ومحطات الاذاعة وفي برنامج تجريبي تلفزيوني. وفي فبراير/شباط الماضي اطلقت “طوربيدا” على صناعة البرمجيات بمجموعة برمجيات أوفيس اونلاين تبيعها مقابل جزء يسير من السعر الذي تبيع به شركة مايكروسوفت برنامج اوفيس.
وتروّع شركة جوجل صناعة الاتصالات اللاسلكية بجهود وليدة لتوفير وصول لاسلكي مجاني لشبكة الانترنت. وأما ماكينة اعلانات “جوجل” الاستثنائية فهي، وباختصار، تملك القدرة على أن تجعل ارباح أي صناعة تتلاشى وان تحول الاقتصادات لمصلحة جوجل ومستخدميها وشركائها.
ويعترف كريس تولز، نائب رئيس التسويق في توبيكس انك، وهي شركة تحقق أموالا من عرض اعلانات جوجل على موقعها الخاص بتجميع الانباء “بأنه عالم جوجل وانهم يعيشون فيه فقط”.
وسواء كان الاسم هو “جوجلزون” أو “جوجلوورلد” أو”جوجل” فقط، فإنه يخيف الجميع من هوليوود الى ماديسون افنيو وحتى وادي السيليكون.
والآن، وبعد سنوات من المداراة وتفادي المواجهة المباشرة قام البعض منهم بإخراج اسلحتهم الثقيلة واطلاق زخة بعد اخرى على “جوجلبلكس”، وهو مقر الشركة الرئيسي في ماونتين فيو بولاية كاليفورنيا.
ففي 22 مارس/آذار الماضي، اعلنت “ان بي سي يونيفيرسال” و”نيوز كورب”، خططا ضخمة لإنشاء منافس لموقع جوجل الشهير “يوتيوب” الخاص بلقطات الفيديو. ولن يعرض الموقع المنافس لقطات برامج تلفزيونية فقط بل افلاما سينمائية كاملة على “ياهوو” و”ايه او ال” (AOL) و”أم اس ان” (MSN) الخاص بشركة مايكروسوفت وموقع (Myspace.com) ومواقع شريكة أخرى.
وقبل ذلك الاعلان بأسبوع واحد اقامت “فياكوم” دعوى ضد “جوجل” بعد ان اتهمت موقع “يوتيوب” بتعمد انتهاك حقوق النشر بالسماح للمستخدمين بنقل لقطات من برنامجي “ذا كولبيرت ريبورت” و”ساوت بارك” التلفزيونيين وبرامج أخرى.
وقبل ذلك بأسبوعين كسبت “كوبيبرس”، وهي مجموعة تمثل صحفا بلجيكية والمانية، بدعوى حقوق نشر يمكن ان تحد كثيرا من جدوى جوجل اذا وضعت سابقة.
وعلاوة على ذلك، يدور الحديث في حفلات الكوكتيل في وادي السيليكون وواشنطن حول ما اذا كانت هناك حاجة لكبح جماع نفوذ عملاق البحث عن طريق لوائح منع الاحتكارات، ومن غير المرجح ان يحدث هذا الأمر ولكنه مؤشر إلى تنامي الذعر بشأن “جوجل”.
وهناك أمر اكبر وأكثر أهمية، إذ إن جوجل هو نقطة البداية في معركة وسط وسائل الاعلام التقليدية وقادة صناعة التكنولوجيا والشركات المبتدئة على حد سواء من أجل كسب قلوب وعقول مستهلكي العالم أو كسب عيونهم ومحافظ نقودهم على الأقل.
والى حد لم تحققه واحدة من شركات التقنية المتطورة من قبل، أصبح “جوجل” يمثل جميع آمال المستخدمين وأحلامهم ومخاوفهم بشأن ما تبشر به الانترنت من وعود وتنذر به من اخطار.
وعندما يفقد هذا الصراع قوته خلال العامين القادمين يمكن للنتيجة ان تحدد الطريقة التي يرفه من خلالها الناس عن انفسهم ويتسوقون ويمارسون حياتهم الاجتماعية ويزاولون التجارة على الانترنت، ولكن السؤال الأكثر أهمية هو: هل سيتخلص المشهد التجاري الشاسع على الانترنت شأنه في ذلك شأن اسواق تقنية كثيرة في الماضي من قوة واحدة مهيمنة خلال المستقبل المنظور؟ وهل سيصبغ محرك جوجل كل شيء بطابعه؟
وربما بدا كل هذا ضرباً من الجنون عندما يتذكر المرء ان الحديث يدور حول شركة عمرها تسع سنوات لم تكن اسهمها مطروحة للتداول أمام العموم حتى 19 أغسطس/ آب 2004. ولابد من مواجهة الأمر بصراحة، فهناك قدر من الهستيريا بشأن جوجل، وافتراض وجود قدرة غير محددة لديها.
وقبل عام، سرت إشاعة، بأن شركة جوجل ستدخل مجال تصنيع الحواسيب الشخصية، وفي مطلع إبريل/ نيسان الجاري، ذاعت حكايات عن هاتف متحرك خاص بشركة جوجل، ولكن الشركة تقول إن كلتا الاشاعتين غير صحيحة وأن افتراضات عدة أخرى غير صحيحة أيضا.
ويصر كبير مسؤولي “جوجل” التنفيذيين اريك شميدت على أنهم “لا يتنافسون مع الصحف أو محطات التلفزيون أو شركات الفياكوم في العالم بل يحاولون المشاركة معها”.
وعلاوة على ذلك فإن بعض مبادرات جوجل كتلك المبادرات الخاصة بالاعلانات في الصحف والاذاعة، لم تفاجئ العالم على نحو مباغت، وعلى الرغم من ذلك، ومن أجل تبرير سقف السوق ذاك، على جوجل أن تتوسع في أسواق مزدحمة على نحو اكثر كثافة من أجل نمو مستمر عندما ينضج الإعلان على الشبكة الدولية.
والسؤال المطروح الآن هو: هل يشير الارتداد ضد جوجل الى نقطة التحول التي تبدأ قوة شركة ما ناجحة في العمل ضدها؟ ربما.
ونتيجة لذلك، ربما تحتاج جوجل الى تغيير بعض تكتيكاتها الاكثر هجومية لتخفيف الذعر الذي تتسبب به.
ويقول جيريمي كرين، وهو مدير مجموعة بحث في خدمة معلومات الشبكة “كومبين انك”: ان الكثير من الناس يناصرون الآخرين لتوفير بدائل.
ولكن، وفي الوقت الحاضر، فإن تلك البدائل، سواء كانت “ياهوو” أو “مايكروسوفت” أو “نيوز كورب” الجديدة التابعة ل”ان بي سي”، تتضاءل بجانب قوة “جوجل” الملحقة.
وتحدد جوجل اكثر من أي جهة أخرى، البنية الجديدة للاعلام والتجارة في العالم الرقمي. ويطالب التوسع الهائل الذي تشهده الانترنت وفرصها بخريطة وهو ما تحققه جوجل عبر عشرات الآلاف من الحواسيب المخدمة حول العالم والتي تتولى معالجة كوادريليونات بايت من البيانات، ومع كل بحث جديد تصقل بياناته تلك الخريطة. ومع كل شركة جديدة تربط استكشافاتها الرقمية بمحرك البحث، تكسب جوجل المزيد من المعرفة والنفوذ.
ونتيجة لذلك، لا تتمتع “جوجل” فقط بالمكانة التي تجعلها تحدد شكل هذا العالم الجديد، بل ان ترسم ايضا اتجاه مسيرة هذا العالم وان تقرر ايضا الوجهات الرئيسية وأي هذه الوجهات ستصبح مواقع خلفية منعزلة.
وتثير هذه القدرة الهائلة على جمع البيانات، بعض المفكرين بشكل جدي. ويرى مؤرخ التقنية جورج دايسون، مؤلف كتاب “داروين وسط الماكينات: تطور الذكاء العالمي” أن جوجل قد تشكل في الواقع هماً دفاعياً قومياً عند نقطة بعينها بسبب مخزونها الهائل من البيانات التي تمثل النفط الخام لاقتصاد المعلومات.
ويشير دايسون الذي يقدم المشورة في بعض الاحيان لوزارة الدفاع بشأن التهديدات المحتملة، الى أن تركز الكثير من الأموال والنفوذ في مكان واحد يمكن ان يكون خطيراً.
وفي الوقت الذي لا يعتقد فيه دايسون أن جوجل يشكل خطراً كهذا، إلا أنه يطرح هماً أكثر وضوحاً، حيث يشير إلى ان شبكة جوجل الهائلة، التي تمثل قطعة ضخمة من الانترنت ذاتها الآن، تتحول سريعاً إلى بنية تحتية حيوية للأمن القومي. وأضاف انه في حال حدوث أي شيء للشركة عبر قوى السوق أو في هجمات على مجمعات المخدمات أو غير ذلك، فإن ذلك يمكن ان يعرض الدفاع الوطني الامريكي للخطر.
وإذا بدا هنا الحديث عن هيمنة الشركات مألوفاً، فيجب أن يبدو كذلك. فكما هيمنت آي.بي.إم (IBM) على المعالجة بالاطار الرئيسي ومايكروسوفت على عصر الحاسوب الشخصي، فإن جوجل تملك القدرة على أن تسيطر على الانترنت.
وبالنسبة للبعض، وعلى الرغم من أن وضع جوجل اليوم ليس مطابقاً تماماً لوضع مايكروسوفت في أيام سطوتها، الا أن هناك أوجه شبه مدهشة بين الاثنتين. ويقول مستشار شركة “سيليكون فالي” ديف ماكلور إن جوجل تشعر الى حد كبير بأنها تشبه مايكروسوفت خلال منتصف تسعينات القرن العشرين، وأنها وهي تعيش أوج نفوذها وقوتها، تتعامل بشيء من الغطرسة وتبدأ قلة من ذوي النفوذ بتحديها.
وحتى مايكروسوفت العملاقة انتقدت نفوذ جوجل وطموحاتها، وقد اتهم كبير مسؤولي مايكروسوفت التنفيذيين ستيف بولمر، “جوجل” في الخريف الماضي بمنع المنافسة في الاعلانات المباشرة على الانترنت.
وتثير جوجل قلق الشركاء أيضا مثل تايم وارنر التي حصلت وحدة AOL التابعة في أواخر 2005 على مليار دولار من جوجل مقابل حصة قدرها 5% وحق عرض الاعلانات على الخدمة. ويشير بول كابوتشيو، الرئيس التنفيذي والمستشار العام في تايم وارنر انك، إلى أن جوجل تتمتع دون أدنى شك بنفوذ هائل وتحتاج الى أن تنتبه وتمتنع عن استخدام ذلك النفوذ لمنع المنافسة.
ولا يوافق مسؤولو جوجل على أي من هذه الانتقادات، ويقول هؤلاء المسؤولون ان شركتهم تتمتع بمركز قيادي فقط لأن المستخدمين والعملاء على حد سواء يحبون خدمات جوجل وليس لأنهم مرغمون على استخدامها.
ويقول شميدت “إن جوجل قوية للغاية”، يوحي بأن المستخدمين يخطئون في الاختيار. ويرى شميدت ان مقارنة جوجل بمايكروسوفت خاطئة تماما، ويوضح ان وضع جوجل يختلف عن وضع مايكروسوفت وبرمجياتها إذ إن أي شخص يستطيع أن ينقر فوراً على محرك بحث جديد إذا كان محركاً أفضل، تماماً كما تخلى الناس عن “ألتا فيستا” و”ياهوو” قبل سنوات قليلة وفضلوا جوجل عليهما.
ويقر شركاء جوجل بتميز هذه الشركة.
ويرى مارك بينيوف وهو كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة تقديم خدمات ادارة العملاء “سيلزفورس إنك” إن جوجل قد ابدعت وحددت مستقبل هذه الصناعة.
وعلاوة على ذلك، لا توجد أدلة كثيرة على أن المستخدمين لديهم أي مشكلة مع نفوذ الشركة حتى وان كانوا لا يأخذون جميعاً شعار الشركة “لا تكن شريراً” على معناه الظاهري.
ويرد هؤلاء المؤيدون على المتذمرين بمجموعة تساؤلات منها: “في أي شيء تعد جوجل أقوى من اللازم؟ هل هي كذلك في مساعدتنا في العثور على الاشياء، وانجاز الاعمال والتواصل مع الاصدقاء؟ فلتكن إذاً أقوى واكثر نفوذاً من اللازم!”.
وعليه، فإن الشكاوى من نفوذ جوجل، ربما تنتج عن ضغائن أو عن سياسات صراع بين الشركات على الأقل.
والحقيقة هي أن عدداً من خريجي ستانفورد، وعلى رأسهم سيرجي برين ولاري بيج، وضعوا طريقة افضل للناس للعثور على الاشياء مباشرة على الانترنت، وحققوا تفوقاً على شركات الاعلام والتقنية المشغولة أو الغبية اكثر من اللازم بحيث تغفل عن ملاحظة القوة الفائقة للبحث على الانترنت.
ومن خلال فرض رسوم على المعلنين فقط عندما ينقر الناس على اعلاناتهم أعطت جوجل المعلنين حصة كبيرة من ال50% من نفقات الاعلانات المبددة في وسائل اعلام تقليدية. ولا شك ان نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة التى ما كان لها أبداً ان تتمكن من الاعلان على المستويين الوطني أو العالمي وغالبيتها من عملاء جوجل تستطيع الآن أن تعلن من خلال اعلانات البحث.
ولا تمثل هذه الشركات وحدها أيضا اصدقاء جوجل، إذ إن جوجل تتيح الفرصة للآلاف من صغار ناشري الشبكة لكسب الرزق، وتحقيق مبلغ وصل الى نحو 3 مليارات دولار في العام الماضي، من خلال وضع اعلانات مجمعة.
ويقول تيم كارتر، مؤسس شركة صغيرة في ولاية سنسيناتي، ان شركته تحقق اكثر من مليون دولار في العام بفضل اعلانات مجمعة تعرضها جوجل على موقعه.
وهناك سبب آخر وراء ما تتمتع به جوجل من سمعة تجارية وشهرة، فمنذ تأسيسها في ستانفورد عام 1998 اصبحت واحدة من تلك الايقونات النادرة لشركات التقنية مثل “آبل” أو “هيوليت باكارد”.
ويساعد نجاح جوجل على دعم جولة جديدة من ابتكار التكنولوجيا وتحقيق الثروة بما في ذلك المئات مما يسمى بشركات الشبكة 0.2 التي يتمثل نموذجها العملي في الايرادات المتحققة من عرض اعلانات جوجل.
وفي هذا السياق تؤكد الشركة ان اي شخص امامه فرصة لتغيير العالم وكسب ثروة طائلة.
ويرى جيفري فيفر وهو استاذ السلوك التنظيمي في كلية ادارة الاعمال بجامعة ستانفورد ان جوجل بشعار “لا ترتكب شراً أو لا تكن شريراً” وقيمها الديمقراطية ومزايا موظفيها واهتمامها بالثقافة تمثل شركة هيوليت باكارد الجديدة”.
ولكن احلام جوجل تمثل كوابيس بالنسبة للبعض في مجالات الاعلام والتكنولوجيا إذ إن هذه الشركات التي تشعر بالفزع غير متأكدة مما ستحققه جوجل تالياً.
وعلاوة على ذلك، فإن تطلعات جوجل الشامخة تؤجج تلك المخاوف.
وعلى سبيل المثال، وخلال حديث لمؤسس جوجل المشارك بيج في عام 2002 بجامعة ستانفورد قال ان جوجل ترمي الى تحويل التقنية وراء محرك بحثها الى ذكاء اصطناعي حقيقي “يمكن أن يجيب عن أي سؤال، وهو ما يعني ان بمقدور المرء أن يفعل أي شيء”.
وظهر عنصر الخوف للمرة الأولى الى العلن في ما يتعلق بقضايا حقوق النشر عندما بدأت جوجل ترقيم ملايين الكتب في مكتبات عدة بدءاً من عام 2004 وصنعت الشركة ماكينات مسح واستأجرت عمالاً لتشغيلها.
ولا يزال المشروع في مرحلة التجربة ويسمى بحث جوجل عن الكتب، ويضم مشروع المكتبات واتفاقيات منفصلة مع ناشرين ويتيح للمستخدمين البحث عن كلمات داخل الكتب التي تنوي الشركة مسحها.
وتؤدي عمليات البحث الى إظهار جدول محتويات، ويمكن للناشرين الموافقة على جعل الصفحات متاحة امام الجميع.
وتمثلت المشكلة في أن جوجل اختارت عدم طلب موافقة الناشرين قبل ان تطلق مشروع المكتبات مدعية أن نسخ الكتب لتقديم نتف من النص هو استخدام مشروع بموجب قانون حقوق النشر، ولكن عددا من الناشرين أقاموا دعاوى على جوجل في عام 2005 وضد مشروع مسح المكتبات باعتباره انتهاكاً لحقوق النشر.
وقد أقرت نائبة الرئيس في جوجل، شيريل ساندبيرج بأن جوجل ربما لم تدرك ان البعض سيطر عليه الفزع جراء المشروع، بيد أن المجال الذي يثير القلق أكثر من غيره ضمن نشاطات جوجل هو قطاع الاعلانات. ويثير النجاح الذي حققته وتحققه جوجل حتى الآن مخاوف الشركات الأخرى من أن تتحول جوجل الى “يونيفيرسال ادفرتايزنج انك” أي شركة عالمية للاعلان والتسويق في جميع وسائل الاعلام.
ومن خلال قدرة الشركة على قراءة نيات مئات الملايين من المستهلكين عبر محرك بحثها وغيره من الوسائط يمكن لجوجل ان تصبح اكثر مجمعي دولارات الاعلانات فاعلية.
ولا يعد ذلك الخوف منطقياً بالطبع ويصر شميدت على أن جوجل لا تسعى ولن تحصل على نصيب الأسد في قطاع الاعلان، ويؤكد ان المعلنين يحرصون على عدم تركيز اعلاناتهم في جهة اعلانية واحدة.
وتعد ثروة جوجل سلاحاً تنافسياً آخر يخشاه المنافسون، وتخاف الشركات الصغيرة والمبتدئة من ثراء جوجل الفاحش الذي يجعلها قادرة على اغلاق كوة سوق وليدة من خلال اشاعة تفيد بأنها ستدخل الى تلك السوق.
وفي ضوء هذا النفوذ المتنامي المقرون بعدم حدوث فشل مهم حتى الآن لم يكن مثيراً للدهشة ان تبدي جوجل وموظفوها شيئاً من العجرفة.
ولكن هذه الحال تحولت الى عائق ما ففي الخريف الماضي، على سبيل المثال، بدا وكأن النزاع حول قصاصات الفيديو التجارية التي تظهر على “يوتيوب” من دون ترخيص سيتم حله سريعاً بدفع جوجل بعض الأموال لجهات في هوليوود.
ولكن، ووفقاً لاشخاص قريبين من المحادثات انهارت الصفقات سريعاً على جبهات متعددة.
وتقول تلك المصادر ان جوجل عرضت مئات الملايين من الدولارات على مدى خمس سنوات لترخيص مجموعة كبيرة من هذه المواد، ولكن جوجل واصلت تخفيض عرضها، حسب تلك المصادر، وأصرت على السيطرة على مبيعات الاعلانات بما في ذلك الحصول على ثلث العائدات، ولكن جوجل ترفض التعليق على المفاوضات.
ورغم كل ما ذكر وما لم يذكر، تبقى امام جوجل مجموعة تحديات قد لا تهدد تربعها على عرش الشركات العاملة في قطاع محركات البحث وشركات الاعلانات، إلا أنها تفرض عليها العمل دائماً على تذليل العقبات لدخول أسواق جديدة.
وكذلك يبقى السؤال: هل حقاً جوجل أقوى مما يجب؟

آلة حية
هل تصبح شبكة جوجل متى اشتملت على ملايين الآلات، التي تحلل الوجود الانساني برمته، واعية عند نقطة بعينها وتتحول الى آلة مفكرة؟

قطب الإعلام
منذ أن اطلقت “يوتيوب” اكدت جوجل بحزم أنها لن تكون فقط مكاناً يوصل الناس بالمواقع، بل موزع محتويات “الفيديو أيضا”.

أكبر حاسوب في العالم
إن مواقع الشبكة ليست أماكن فقط للوصول الى الانترنت.. وكل نقرة يقوم بها مستخدم تمثل أمراً لحاسوب ما في مكان ما. ولا توجد جهة لديها عدد خيارات تحت أمرها اكثر من جوجل.
وقريباً ستعني جوجل اكثر من البحث، وستعني التمكن من انجاز كل شيء تقريباً مباشرة على الانترنت.

افضل انترنت
مع استمرار جوجل في توسيع مجمعات مخدماتها الهائلة وقدرة اليافها البصرية ربما يعمل نظامها كشبكة بديلة تعكس الانترنت برمتها ولكنها تعمل بسرعة اكبر، فلماذا النقر على أي موقع آخر؟