أسكن في المعادي، ولدي شقة أخرى في مصر الجديدة.
كان والدي قد ابتاع لي هذه الشقة وأنا بعد طفل صغير حتى أسكن فيها عندما أتزوج. أما الشقة فكانت على المحارة بدون أي نوع من أنواع (التشطيب). ولازلت أحتفظ – مع عقد الشقة – بالإعلان الذي قصه والدي من الجريدة قبل الشراء وبه عبارة: "تشطيب سوبر لوكس"!
لكن لم يحدث بعد ذلك أن سكنت في هذه الشقة، ولم يدخلها قط عامل أو مقاول ليجعلها صالحة للسكن، فقد توفى أبى بعد شراء الشقة بوقت غير طويل، ربما سنة على الأكثر، رغم أنه كان بصحة جيدة جداً (وقد كان من الغريب أنهم وجدوا عقد الشقة أسفل الوسادة التي كان ينام عليها، وهو ليس مكاناً معتاداً للاحتفاظ بورقة كهذه). كما أنني – وبعد أن أكملت دراستي – سافرت إلى الخارج للعمل بإحدى دول الخليج، وكنت أقضي الإجازات السنوية في بيت العائلة. وبعد عدة سنوات، وقد بدأ رصيدي في البنك في التضخم، قررت الزواج.
فكان أن تزوجت من إحدى قريباتي في إحدى إجازاتي بالقاهرة وأخذتها معي إلى الخليج، وعشنا هناك. لكننا لم نكن راضيَين تماماً، فزوجتي لم تستطع التأقلم مع الجو شديد الحرارة، كما لم تستطع الاندماج في المجتمع هناك، لا صديقات، لا نزهات، لا حياة اجتماعية من النوع الذي تحبه. فكان أن اكتأبت وانطوت على نفسها. وصرت أفكر جدياً في العودة والاستقرار في القاهرة، فقررت أن أشترى شقة في إجازتي السنوية التالية.
وكان لابد للشقة أن تكون واسعة.. واسعة جداً، على الأقل مثل شقتي هنا. وفى أرقى منطقة حيث الهدوء التام، تماماً مثل المنطقة هنا. كما لا بد أن يتمتع الحي بحسن التخطيط واتساع الشوارع واتساقها مع وجود أماكن انتظار للسيارات، تماما مثل الحي هنا. وفكرت في منطقة المعادى.. وعزمت بالفعل على شراء شقة في المعادى، على أن أؤثثها فيما بعد عندما يتضخم رصيدي أكثر من ذلك بعد بضعة سنوات.
وصارحت زوجتي برغبتي ذات ليلة عندما تهيأنا للنوم، فكانت أكثر تحمساً منى, وخُيّل لي أنها نامت مرتاحة لأول مرة منذ فترة طويلة، وشعرت أنا أيضاً بالراحة، وبعد أن أغمضت عيني، تذكرت فجأة شقة مصر الجديدة.
( 2 )
نحن الآن في فصل الصيف.. إجازتي السنوية.. القاهرة.. مشروع شراء شقة في المعادى.
تجولت كثيراً مع الوُسَطاء. تعبت. لم أكن أتخيل أن الموضوع بهذه الصعوبة. لكن زوجتي استقرت أخيرا على هذه الشقة. واسعة جداً.. هادئة جداً.. مناسبة جداً.. وفى المعادى. لكنني دفعت معظم ما ادخرته لشرائها. لا بأس.. لازال بإمكاني ادخار المزيد، وهكذا فليس من المتوقع أن أعود نهائياً إلى القاهرة قبل بضع سنوات أخرى.
أقمنا احتفالاً صغيراً في بيت العائلة بهذه المناسبة، كانت والدتي قد أعدت لنا كل أصناف الطعام التي نحبها. كان تجمعاً عائلياً بهيجاً لم أحظ بمثله منذ سنوات. أحسست أن الدنيا ستبدأ في الابتسام لي وبدأت بضع زخات من السعادة تتسلل إلى قلبي. لكنى أصبت بشرقة بعد قليل وكدت أن أختنق وأصيب كل من حولي بالجزع.
سألتني والدتي والقلق يقطر من عينيها عما حدث. كنت قد تذكرت شقة مصر الجديدة فجأة وأحسست أن سحابة قد ظللت على قلبي لا أدرى لماذا. سألت والدتي عن هذه الشقة وما جرى لها وهل لا زالت موجودة. قالت أنها (بالطبع) موجودة وأنها لا زالت تحتفظ بالمفتاح. قالت لي كذلك أنها سمحت لشقيقي أن يستعملها كمخزن حين دخل في مشروع فاشل لتوزيع الأخشاب، وخسر ماله في شحنة أخشاب لم يستطع تصريفها حتى الآن، فألقاها كلها في الشقة التي لا زالت نوافذها بدون خشب أو زجاج. عزمت على رؤية هذه الشقة حين يأتي الصباح. قالت لي والدتي أن الخشب الموجود هناك منذ بضع سنوات قد أصابه السوس وعلته أطنان من الغبار، وأن الشقة أصبحت مرتعاً حقيقياً للحشرات والقوارض. أضاف أخي أن الشقة صارت مثل المقبرة.
شعرت بالغضب يهزني.
لابد وأنهم يحاولون بلبلتي وإثنائي عن المطالبة بحقي. إنها شقتي على كل حال. عقدها باسمي. اشتراها والدي لي أنا. طلبت المفتاح من أمي وقد عزمت على تغيير القفل والاحتفاظ بالمفتاح الجديد معي وحدي، وشعرت بالندم لأنني أهملتها كل هذه السنوات.
دخلت غرفتي وصفقت الباب في وجوههم جميعاً.
( 3 )
ذهبت اليوم لأرى شقة مصر الجديدة.
أوقفت تاكسياً:
- مصر الجديدة.
- تفضل.
وعندما اقتربنا من مصر الجديدة سألني:
- فين في مصر الجديدة ؟
ارتج عليّ، ولأول مرة أدركت أنني لا أعرف العنوان!
طلبت منه أن يتوقف ونزلت لأبحث عن أقرب هاتف، ورغم خصامي لأمي اتصلت بها لأسأل عن عنوان الشقة، وهى مزية مهمة لدى الأمهات: إنهن ينسين إساءة الأبناء أو يتجاهلنها بسرعة. عرفت العنوان وعدت إلى التاكسي الذي أوصلني إلى المكان المطلوب.
كانت عمارة قديمة من ثلاثة طوابق. شقة في كل طابق. شقتي في الطابق الثالث. ليس هناك بواب. لم ألحظ وجود أثر حياة أو سكان في أي من الطابقين الآخرين. صعدت السلم. باب الشقة خشبي متآكل. شممت رائحة عطنة قبل أن أفتح الباب، لابد أنها رائحة الخشب بعد أن بللته الأمطار ونما عليه العفن. فتحت الباب. كانت الأخشاب ملقاة بإهمال وبدون ترتيب في الصالة المتربة وخيوط عنكبوت مدلاة من السقف. والرائحة.. الرائحة لم تكن تحتمل. عطست عدة مرات.. استغرق الأمر عدة دقائق حتى اعتادت رئتيّ على الهواء.
سرت على مهل فوق الأخشاب المتناثرة إلى أن وصلت إلى الردهة. رأيت حمامة ترقد في عشها بين الأخشاب ما أن رأتني حتى انتفضت طائرة تاركة البيض، وكادت أن تصطدم بوجهي في طريقها إلى نافذة الصالة. تلفت حولي. لم يكن الأمر بهذا السوء، وشعرت أن كل شىء قابل للإصلاح.
دلفت بتؤدة إلى الحجرة التي في نهاية الردهة.. أخشاب وتراب وخراب. التفتّ يميناً وأجفلت. انخلع قلبي في صدري. كان وجهي قريباً جداً من وجه الغراب. أكبر غراب رأيته في حياتي. لا أعرف كيف تكون أحجام الغربان لكنى قط لم أكن بهذا القرب من أحدها. كان أسود اللون جداً. رأسه أسود. منقاره أسود. لم أتبين عينيه شديدتي السواد في البداية لكني بدأت أدرك أنهما موجودتان من التماعتهما. فقط بضع ريشات رمادية كئيبة في جناحيه لم تفلح في تبديد شيء من هذا السواد.
كان يرقد في عشه على خشبة مرتفعة وهو الآن على بعد سنتيمترات من وجهي ويحدّق بي. لا أعرف كيف لم أره في البداية عندما دخلت الحجرة. ربما لأنه أسود ويجلس في الظل. ربما لأنه أكثر سواداً من أي شيء رأيته في حياتي. تسمرت في مكاني وقلبي ينتفض كورقة. ربما ظللنا نحدق في بعضنا البعض لدقيقة أو اثنتين إلى أن بدأ عقلي يعمل مرة أخرى، وعندها تسللت رائحته النتنة إلى أنفي وشعرت أنني غير قادر على التنفس.
وإذ بدأت أرجع إلى وعيي، بدأت أدرك أنه مجرد غراب.. ليس أكثر من غراب. رفعت يدي بحركة عنيفة أريد أن (أهشه) ليخرج، لكن ما أن بدأت يدي في التحرك حتى انتفض طائراً إلى السقف. شعرت بالرعب من صوت خفقان جناحيه والهواء النتن الذي دفعاه إلى وجهي. (تخيلت في البداية – حين فرد جناحيه – أن الدنيا أظلمت من عظم حجمهما).
رفرف عدة مرات قرب السقف ثم هبط فجأة على رأسي. في البداية لم أشعر بشيء لكنني لم ألبث أن شعرت بألم مبرح في رأسي وأحسست كأن عيني اليمنى قد فقئت. صرخت من الألم وأنا أركض خارجاً وتعثرت عدة مرات في القطع الخشبية المتناثرة في كل مكان. جرحت ساعديّ ورجليّ. إلى أن استطعت الخروج من الشقة فحاولت محموماً أن أفتح عيني عنوة.. ووجدتني أرى.. لكن الرؤية كانت مساحة حمراء تماماً.
في المستشفى اعتقدوا أنني كنت في مشاجرة. كان هناك قطع طولي في الجبهة احتاج إلى ست غرزات، كما أن طبيب العيون أخبرني أن العين اليمنى فقدت حوالي خمسين بالمائة من قوة الإبصار.
( 4 )
أعتقد الآن أن شقة المعادي ليست بحاجة إلى أي شيء آخر. واليوم وقد مضى خمس سنوات على شرائها قد بات من المحتم اتخاذ قرار نهائي بالعودة. والذين في مثل ظروفي يعرفون مدى صعوبة اتخاذ مثل هذا القرار. في كل عام تقول أنه العام الأخير وأنك ستعود في العام القادم، لكن ما أن ينتهي العام حتى تعطي نفسك مهلة أخرى.. فقط عام واحد آخر وأخير.. والسنون تمضي وإغراء المال لا يقاوم.
من يصدق أن خمس سنوات مضت ؟
لكنني مللت بالفعل من المناخ الصحراوي المتطرف وزوجتي ازدادت اكتئاباً على اكتئاب، كما أننا لم نرزق أطفالاً. كان كل شيء مؤجلاً حتى العودة إلى مصر. فكان هذا القرار الذي اتخذته في لحظه تصميم. لكن وأنا في طائرة العودة فكرت أنه ربما كان من الأفضل أن أبقى عاماً آخر!
واضجعت الليلة لأول مرة على سريري في شقتي التي صنعتها بمجهودي الخاص.. بتعبي.. غربتي.. صحتي. أطفأنا الأضواء وتهيأنا للنوم. كانت زوجتي تشعر بسعادة بالغة ولأول مرة أراها سعيدة منذ سنوات. ربما منذ بدأت أرتدي نظارة طبية – منذ خمسة أعوام بالتحديد. وإذ تذكرت النظارة تذكرت شقة مصر الجديدة والغراب الذي فعل بي هذا وشعرت بانقباض في صدري. تحطمت سعادتي في طرفة عين مثل مرآة انكسرت في لحظة حماقة. السعادة هشة جداً.. أما الحزن فعميق.. عميق مثل بحر لا تصل قاعه رجلاك.
سمعت صوت نعيق مفاجيء يدوي في أذني وتعجبت كيف لم تنتبه إليه زوجتي حين سألتها. أنا أعرف أنه لا يزال هناك.. الغراب.. أكاد أشعر به الآن وتفاصيله محفورة في ذاكرتي. كيف نسيت الموضوع كل هذه السنين ثم أتذكره الآن؟ ولماذا لا أتذكره إلا عندما أكون في طريقي إلى الاستقرار ؟ كأنه يسكن معي ولا يريد أن يتركني وحدي.
أتلفت حولي في الظلام – لا زلت راقداً على السرير – وأكاد أراه في كل ركن مظلم، بل فوق الشماعة بالذات حيث التِماعَة عينيه واضحة جداً في الظلام.
كاد قلبي أن يتوقف من الفزع عندما أدركت أنه هو، قفزت وأشعلت نور الغرفة فوجدت الغراب بنطالي الأسود وعينيه حلية الحزام اللامعة.
صرخت زوجتي من قفزتي المفاجئة وقد وجدتني واقفاً ألهث مبللاً بالعرق بجوار أزرار الإضاءة.
اتخذت قراري..
غداً سأذهب إلى شقة مصر الجديدة.
لازال البيت كما هو، كما رأيته منذ خمس سنوات، والشقة في الطابق الثالث ولا أثر للحياة في الطابقين الآخرين.
أدخلت المفاتيح في الباب وفتحته ببعض الصعوبة. دلفت إلى الشقة. تسارع نبضي إلى معدلات خرافية وصرت أسمع ضربات قلبي في أذني.
لا زالت الشقة كما رأيتها آخر مرة.. الأخشاب.. التراب.. والرائحة. الرائحة النتنة التي لا تطاق صارت أقوى بكثير عن ذي قبل. البندقية المعمرة في يدي وجاهزة للإطلاق. حاولت تمالك أعصابي المنفلتة حتى إذا ما رأيت ذبابة لا أطلق عليها النار.
لم يكن هناك شيء في الصالة. أنا أعرف أين سأجده: الغرفة التي في نهاية الردهة. دلفت إلى الردهة، ورأيته، ازدادت دقات قلبي سرعة. كان يرقد بين الأخشاب، وعندما رآني.. طار مفزوعاً ودلف إلى الحجرة. لا.. ليس هو، إنه أصغر بكثير من الغراب الذي رأيته منذ خمس سنوات. بدأت أشك في قواي العقلية.. هل أنا هنا حقاً لأقتل غرابا رأيته منذ خمس سنوات، وأتوقع أن أراه ثانية؟! بل هل لازال حياً حتى الآن؟ أنا لا أعرف شيئاً عن متوسط العمر الافتراضي للغربان.
رفعت القناع عن وجهي وألقيته جانباً وقد بدأت أشعر بسخف الأمر كله. اتجهت إلى الحجرة أريد الدخول لكني تسمرت على الباب وكدت أبلل نفسي من الرعب.
كاد أن يغشى عليّ عندما رأيت مستعمرة الغربان المقيمة في الحجرة. أكثر من مائة.. ربما مائتيّ غراب في أعشاش منتشرة في كل أرجاء الحجرة. على الأرض وبين الأخشاب وعلى القوائم الخشبية المرتفعة. كدت أختنق من الرائحة التي فاقت كل تصور وعجزت تماماً عن التنفس. ورأيته هذه المرة.. كان هو بالفعل، يرقد في وسط الحجرة.. أكبر غراب في المجموعة، و أكبر غراب يمكن أن تراه في حياتك. وكان ينظر إليّ.
ظللت مسمرّاً في مكاني لا أريد التحرك حتى لا أكرر نفس التجربة التي مررت بها من قبل، لكنني عندما تأملت أين أقف وجدتني واقفاً فوق بقايا جيفة حيوان ميت تخرج منها الديدان، وعلى الفور صعد الحامض من معدتي إلى فمي وانطلق كالقذيفة إلى الأرض. وعندها.. لا أعرف سوى أنني سمعت أصوات خفقان مئات الأجنحة، وأن الدنيا أظلمت تماماً من حولي، وانطلقت عشرات المناقير الحادة تنهش في لحمي وتمزق ملابسي وتنتزع شعر رأسي. صرخت بضع صرخات لم أكن أتخيل أن حنجرتي قادرة على مثلها. سقطت مني البندقية ولم أعد أرى شيئا وأنا أجري وأتعثر وأسقط ولا زالت الغربان تأكلني، إنها تأكلني بالفعل.. كلما تحسست مواضع الألم وجدت فجوات دامية في لحمي. ارتعش جسدي رعشة الألم المجنونة وأحسست أن روحي تنفصل عن جسدي ببطء، ثم انعدمت الرؤية أمامي تماماً، هذه المرة فقئت عيني بالفعل ثم هويت..
أعتقد أنني هويت من النافذة.
( 6 )
أرقد في المستشفى.
عرفت أنني أصبت بكسر في العمود الفقري عندما سقطت من النافذة، لم يقل لي أحد ما الذي سيترتب على هذا لكني أعرف أيضاً أنني أصبت بشلل نصفي.. فقدت عيني اليمنى.. غنغرينا في بعض أجزاء الساق نتيجة تلوث الجروح، فقد ظللت ملقي أسفل العمارة لعدة ساعات قبل أن يكتشفني أحدهم ويأخذني إلى هنا.
لا أعلم لماذا يحدث لي كل هذا.. لكني أعلم أنني لن أعيش طويلاً، حتى لو شفيت لن أحتمل حياة كهذه. أتت ممرضة سوداء البشرة وكانت تمسك بورقة مطوية وسلسلة مفاتيح في يدها. قالت لي أن هذه هي متعلقاتي الشخصية التي وجدوها معي. تركت المفاتيح على الطاولة بجواري. تعرفت الورقة التي في يدها: إنها عقد شقة مصر الجديدة. نظرت إليها، عيناها شديدتا السواد شديدتا اللمعان. خيل لي أن أنفها الطويل يشبه منقاراً حاداً. قالت أن الورقة الهامة ربما تضيع لذا وضعتها لي تحت الوسادة. تشاءمت. شعرت أن الحجرة تدور بي وأن السقف يهتز ضاحكاً. تفرست في السقف بعيني الوحيدة فرأيت عشاً أصغر اللون تتساقط منه قشات مبللة بسائل لزج حتى أغرقت وجهي والجدران. ثم ظهر شق في العش ظلّ ينفرج شيئا فشيئا.. إلى أن ظهر منه كيان أسود هائل له عينان لامعتان ومنقار أسود بالغ الطول، وصار ينعق.. ينعق.. ينعق في فضاء كانت به نجمة وحيدة تنظر لي بحنان.
أنقذتني يد الضابط من رؤياي. كان يريد استجوابي – رغم تحذيرات الأطباء – عما حدث. استجمعت نفسي وقلت له أنني سأحكي له القصة من البداية:
أسكن في المعادي، ولديّ شقة أخرى في مصر الجديدة..
----------------