لاحظت أنني لا أستمتع سوى بالقضمة الأولى من ساندويتش الشاورما. باقي القضمات هي مجرد تحصيل حاصل لملأ البطن. القضمة الأولى فقط هي التي تفاجئك، تدهشك بالطعم، بعدها يصبح الأمر متكررا بلا لذة حقيقية. نفس الأمر ينطبق على ساندويتشات الهامبرجر والهوت دوج وما شابه.
هنا تأتي أهمية البيبسي. إذا طلبت بيبسي - أو أي مشروب غازي آخر - مع الوجبة، وأخذت رشفة بعد كل قضمة، يقوم البيبسي بعملية غسيل لمستقبلات التذوق العصبية على لسانك، ليجعلها مستعدة لاستقبال طعم الساندويتش من جديد، لتحصل على نفس الدهشة، ونفس اللذة مع كل قضمة.
عندما يريد مدرب الكلب البوليسي أن يجعله يتتبع أثر شخص ما، فإن المدرب يجعل الكلب يتشمم يده أولا، ثم يجعله يتشمم شيئا من متعلقات الشخص المراد تتبعه. تعمل يد المدرب هنا – وهي ذات رائحة معروفة ومحايدة بالنسبة للكلب - على تحييد الروائح السابقة استعدادا لاستقبال الرائحة الجديدة، أي أنها تعمل عمل البيبسي مع الساندويتشات.
قس على ذلك أيضا أشياء أخرى عديدة، فمن غرائب حواسنا أنها عندما تتعرض لمؤثر ما لفترة طويلة فإنها تفقد إحساسها بهذا المؤثر، مثلا عندما نرتدي ملابسنا فإننا نشعر بها لفترة قصيرة ثم نفقد إحساسنا بها تماما. أيضا ينطبق نفس الشيء على الأصوات الخلفية التي تقوم آذاننا بتحييدها كأصوات ضوضاء الشارع وغيرها.
إذا فللبيبسي أهمية عظمى في مطاعم الوجبات السريعة، لا عجب أن كل مطعم من تلك المطاعم يتعاقد مع إحدى شركات المياه الغازية ويضع لوجو الشركة دائما بجوار اسم المطعم في كل مكان.
اقرأ أيضا: أهمية الشاي في المقابلات.