تحت دعوى تطوير الميدان وتجميله، ارتكب حي النزهة بالتعاون مع محافظة القاهرة هذه المذبحة الغير معقولة.
أرسل رئيس الحي رجاله إلى ميدان هليوبوليس، وقاموا باجتثاث ما يقرب من عشرين شجرة كانت توجد في صينية الميدان الوسطى من جذورها، وذلك من أجل مشروع بناء صاري في وسط الميدان لوضع علم مصر عليه بمناسبة مرور عام على 25 يناير.
لعل مناسبة الثورة قد أتت وبالا على المكان من أجل تنفيذ هذه الأفكار القبيحة، وكأنهم يؤدون خدمة جليلة للدولة بنصب الأعلام، وكأن هذه الأعلام التي انتشرت في كل مكان قد تحولت إلى أصنام أخرى تحل محل صور حسني مبارك التي كانت تطالعنا أينما نذهب.
وبعيدا عن التخريب البيئي الذي يمثله هذا الأمر ألا تمثل هذه الإنشاءات الباذخة نوعا من إهدار المال العام في ظل الأزمة المالية الطاحنة التي تعاني منها الدولة؟
لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل انتشر رجال الحي في شوارع الحجاز وعبد العزيز فهمي لاجتثاث باقي الأشجار العتيقة وردموا المكان بالرمل، ووضعوا فوقه نجيلة!
أشجار فيكس وبونسيانا وتمر حنة عمرها أكثر من سبعين سنة، وأشجار كريسماس كانت في الجهة المقابلة للكنيسة قطعت وتم تبليط الرصيف مكانها!
بقيت الجذور فقط، لكنها أزيلت لاحقا |
هذه الصحراء كانت حديقة بها 5 شجرات ضخمة |