عام 1891 افتتح الخديوي توفيق حديقة الحيوان بالجيزة، والتي كان والده الخديوي اسماعيل قد أمر بإنشائها، وتم إحضار مجموعة من أندر وأروع الشجار خصيصا لها من كل قارات العالم، أشجار التين البنغالي الهندية بالغة الضخامة ذات الجذور الهوائية، أشجار الكمثرى البرية، أشجار الماهوجني الأمريكي والصندل الأحمر وغيرها.
جزء من الحديقة ضم إليها من حدائق الأورمان الأقدم، وجزء آخر من حدائق الوالدة باشا أم الخديوي اسماعيل. هذه الأشجار يتراوح عمرها بين المائة وخمسين والمائتي عام، وربما بعضها أكبر من ذلك.
زرت الحديقة بالأمس وراعني أن الإدارة تقوم بعمليات قطع وحشي لهذه الأشجار. كانت الجثث ملقاة في كل مكان على الأرض. لب الجذع أبيض اللون مما يدل على أن القطع تم منذ فترة قريبة، أشجار صحيحة قوية لا يوجد اي سبب منطقي لقطعها.
أجيال عديدة من المصريين زارت هذه الأشجار وجلست في ظلالها. عندما كنا صغارا كنا نلعب هنا، آباؤنا أيضا لعبوا هنا، حتى أجدادنا جاءوا هنا وهم صغار ليتفرجوا على الحيوانات ويلعبوا تحت هذه الأشجار، نفس هذه الأشجار التي تقطعها الحديقة الآن.
2 comments:
يا دكتور مستنى إيه من شعب بياكل خرة والخرة بياكل فيه لحد ما بقت مصر عبارة عن كتلة خرة كبيرة؟؟ مستنى إيه من شعب اتحول لشعب من الجثث العميا والطرشا، لا بتشوف ولا بتسمع ولا بتحس ولا بتفهم؟
بلوج رائع! للأسف لا أحد في مصر يعنيه أمر الأشجار ولا البيئة يظنون أنها قضايا ثانوية، لا يدركون أنها قضايا تتعلق باستمرار الحياة نفسها ونوعيتها!
Post a Comment