كتابة وتصوير:
د. ميشيل حنا
الفيلم: الوسادة الخالية
إنتاج: 1957
إخراج: صلاح أبو سيف
كتب إحسان عبد القدوس فيلم الوسادة الخالية عما أسماه أوهام الحب الأول الذي في حياة كل منا. دعونا نترك عبد الحليم حافظ يتعذب في حبه الأول، ولنرَ ماذا حدث للأمكنة التي تم تصوير الفيلم فيها.
(ملحوظة: يمكن للقاريء مشاهدة الفيلم على اليوتيوب ومراجعة المشاهد المذكورة، مع العلم بأن مواضع المشاهد يمكن أن تختلف بضعة ثوان من نسخة إلى أخرى).
1. في الدقيقة 7:30 نرى لقطات لحديقة الأندلس في منطقة الجزيرة قبل بناء كوبري أكتوبر، والذي يمر الآن من فوقها. حديقة الأندلس حديقة عريقة جدا أنشأت عام 1897.
2. في الدقيقة 11:44 تقول سميحة (لبنى عبد العزيز) لصلاح (عبد الحليم حافظ) إنها تسكن في شارع السباق بمصر الجديدة. شارع السباق هو الاسم القديم لشارع الحجاز حاليا، أما اسم السباق فيحمله اليوم شارع آخر هو الشارع الذي يصل بين شارعي الحجاز وجسر السويس.
3. في الدقيقة 14:20، عندما كانت سميحة تنظر من الشرفة كانت ترى صلاح يمشي بجوار خط مترو
هذا الخط لم يعد يمر من هنا فقد تم رفع خطوط المترو من المكان. نرى أيضا لقطات نادرة للمبني الرائع المتبقي من مباني مضمار سباق الخيل (قبل أن يتحول المضمار نفسه لحديقة الميرلاند في الستينات). نلاحظ أنه كان هناك سور جميل من الحديد، وهذا أيضا تم نزعه وبناء سور قبيح من الطوب مكانه.
يظهر أيضا من امتداد السور الأصلي لمسافة طويلة أن الأراضي التابعة لمدرج سباق الخيل كانت كبيرة جدا، وهذه كلها تحولت إلى أبراج وعمارات (نحو 15 عمارة وبرجا!) بعد هدم ما كان يشغلها (يظهر امتداد السور أيضا في الدقيقة 17:14). حتى مبنى المدرّج، هو المبنى الوحيد المتبقي من مجموعة مباني المضمار التاريخية، لطالما كانت هناك نية مبيته لهدمه لبناء أبراج سكنية في المكان. هذا المبني في حالة سيئة للغاية وفي حاجة إلى ترميم فوري لكنه للأسف متروك عمدا للإهمال الجسيم على أمل أن يؤدي تدهور حالته إلى هدمه في النهاية، وإن لم يهدم المبني فهناك مخطط بديل لبناء أبراج على شكل حرف U في الفراغات المتبقية من الأرض بحيث يُدفن مبنى المدرج وراءها إلى الأبد، أما حديقة المبنى فتستخدمها شركة مصر الجديدة للإسكان كجراج للأوتوبيسات!
4. العمارة التي تسكن فيها سميحة هي رقم 11 شارع الحجاز. لازالت العمارة بحالة جيدة، فيما عدا أن كل هذه الشرفات العظيمة تم تقفيلها بهذا الألوميتال القميء.
5. في الدقيقة 16:10 نرى البنات في المدرسة وهن يطبخن كفتة مشوية في حصة التدبير المنزلي! المقادير مكتوبة على السبورة والبوتاجازات مشتعلة والجميع يقوم بتصبيع الكفتة على الأسياخ! أَإِلى هذا الحد كانت المدارس مفيدة في ذلك الوقت وإلى هذا الحد صارت مدارسنا اليوم عقيمة وعديمة النفع؟
6. في الدقيقة 17:20 يدور المشهد عند تقاطع شارعيّ الحجاز وغرناطة. هذا المكان المتناسق الرائق الذي يظهر في الفيلم صار يعج بالأبراج القبيحة التي تزاحم بيوته التراثية.
7. في الدقيقة 22:38 يدور المشهد عند أطلال معبد زوسر الذي كان قائما في مدينة هليوبوليس القديمة (زوسر هو نفس الملك الفرعوني الذي بنى الهرم المدرج في سقارة)، ثم تدور عدة مشاهد أخرى في نفس المكان خلال الفيلم. في الدقيقة 36:45 يكتب صلاح اسمه واسم سميحة على العمدان الأثرية، في سلوك سيء لا يحترم الأثر بل ويسيء إليه.
المفروض أن أطلال هذا المعبد تقع في هليوبوليس القديمة التي توجد الآن في حي المطرية، وبالطبع ليس من الممكن على الحبيبين مشي كل هذه المسافة من مصر الجديدة في كل مرة. عموما هناك احتمال لا بأس به لأن تكون هذه الأطلال مجرد ديكور وليست الأطلال الأصلية.
8. في الدقيقة 29:56 يظهر فجأة مبنى خرافي يبدو وكأنه آت من عالم ألف ليلة وليلة، وهو أحد مباني مضمار سباق الخيل. هذا المبنى هو أحد أوائل المباني التي بنيت على الإطلاق في مصر الجديدة، وقد كان يستخدم كبار في البداية قبل أن يتحول إلى نادي السباق. تم هدم هذا المبنى الرائع في أوائل الستينات مع باقي منشآت المضمار (عدا المدرج) عند إعادة تخطيط المنطقة وإنشاء حديقة الميريلاند. المبنى من تصميم المعماري الفرنسي كاميل روبيدا (1880-1938).
2 comments:
مقال رائع ومعلومات قيمة.. ونأسف على هدم هذا الكم من الجمال
الله يخرب بيت الثوره
Post a Comment