Tuesday, July 15, 2008

الشيء


طائرة هليكوبتر تطارد كلبا وسط الثلوج!
يالها من بداية مجنونة لفيلم! نحن الآن في القارة المتجمدة أنتاراكتيكا. الكلب يجري بكل قوته وسط البياض الثلجي الشاهق، والهليكوبتر تطارده وتمطره بالرصاص. تتحطم الهليكوبتر وينجو الكلب الذي نلاحظ أن له نظرات وتصرفات غريبة. لقد تم استحواذه بواسطة الشيء!

الشيء
دائما ما يحتل هذا الفيلم مكانا في أية قائمة تحوي أهم عشرة أفلام رعب في تاريخ السينما. الفيلم من إنتاج 1982 بعنوان The Thing وهو في الأصل إعادة لفيلم قديم صدر عام 1951 بعنوان The Thing from Another World، وإن كانت الإعادة أفضل بكثير من الناحية الفنية، ومن ناحية إخلاصها للقصة القصيرة التي أخذ عنها الفيلمين وهي Who Goes There? من تأليف جون كامبيل.
تدور الأحداث في القارة المتجمدة أثناء شتاء 1982، حيث تفاجأ محطة الأبحاث الأمريكية هناك بهذا التصرف المجنون من هليكوبتر فريق الأبحاث النرويجي الذي ينتمي لوحدة أبحاث مجاورة. يفشل النروجيون في إصابة الكلب من الهليكوبتر فيهبطون ويحاولون أن يلقوا عليه قنبلة لكنها تنفجر فيهم وفي الهليكوبتر.
يظن الفريق الأميركي أن جيرانهم النرويجيين قد جنوا، فيرسلون بعثة منهم لتفقد وحدة الأبحاث النرويجية المجاورة. يجدون هناك أن وحدة الأبحاث النرويجية في فوضى شاملة ولا يوجد أحياء، ويحصلون على عدة شرائط فيديو وأجهزة تسجيل من هناك لفحصها لاحقا. كما يجدون الكثير من البقايا الآدمية التي تم حرقها بالكيروسين.
بعد العودة يشاهد الفريق الأمريكي شرائط الفيديو ويعرف أن النرويجيين قد اكتشفوا بقايا غريبة لشيء هائل مدفون وسط الثلوج. يأخذ بعضهم الهليكوبتر لمشاهدة ما يبدو أنه بقايا طبق طائر مدفون، ويقدرون عمر الثلج المدفون فيه الطبق بحوالي 100 ألف عام.
يتم وضع الكلب النرويجي الذي لجأ إلى القاعدة الأمريكية في حظيرة الكلاب، لكن بعد وقت قصير تبدأ باقي الكلاب بالنباح، ويبدو أنهم أدركوا أن هناك شيء ما غير طبيعي في الوافد الجديد. فجأة يمر الكلب النرويجي بتحولات درامية، فتخرج منه لوامس طويلة تهاجم الكلاب الأخرى، ويبدو أن الكلب ينقلب ليصبح داخله هو خارجه ويقوم "بتغليف" باقي الكلاب وهضمها، وذلك في تتابع مؤثرات خاصة مذهل بمعنى الكلمة.
نعرف الآن أن هذا كائن تستطيع خلاياه أن تحاكي وتشابه أية أشكال أخرى من الحياة. وهو يقوم بهذا بكفاءة فائقة. وعندما يقوم بمهاجمة كائن آخر فإن خلاياه تقوم بهضم خلايا هذا الكائن لتستوعبها ثم تقوم بمحاكاتها لتأخذ نفس الشكل بالضبط.
تنتقل العدوى الآن من الكلب إلى أحد العاملين بالوحدة، ليبدأ الرعب الحقيقي. أحدنا هو الشيء، لكن من هو؟
ينتقل الشيء من شخص لآخر في الوحدة، وينتهي كل شخص يصيبه الشيء بالحرق، ويبدأ تبادل الاتهامات والشك. الجميع يشك في الجميع. واحد منا هو الشيء وهو يتظاهر بأنه ليس كذلك.
ينتهي الأمر باحتراق الوحدة بالكامل وموت كل من فيها عدا اثنين فقط ينجوان. لكن الفيلم يعطينا لمحة عن أن أحدهما قد يكون هو الشيء. لكن الفكرة الأكثر رعبا هي أن يكون الاثنان كذلك!

رعب ذو بعد سياسي
كان ذلك في فترة الثمانينات. المد الشيوعي والحرب الباردة، حين كان العملاء الشيوعيون هم أشرار السينما قبل أن يحل محلهم العرب الإرهابيون!
فكرة أن يكون العدو هو أقرب شخص إليك، أو أن يكون بيننا أناس يشبهوننا تماما لكنهم أعداء، هي فكرة تعكس الخوف من الشيوعية وعملائها. الشيء أتى من الفضاء الخارجي، مثلما أتت الشيوعية من الاتحاد السوفييتي في الجانب الآخر من المحيط. العملاء الشيوعيون بيننا، وهم أشخاص يشبهوننا تماما. قد يكون العدو صديقك أو أخاك أو جارك. لا يمكنك أن تعرف أبدا، لكنك ستفاجأ بحقيقته في النهاية.

الرصاص لا يقتل هذه الأشياء
رأى النقاد المؤثرات الخاصة الرهيبة التي صنعها العبقري روب بوتين كشيء منفر جدا وفائق الدموية. لم يحقق الفيلم إيرادات جيدة في شباك التذاكر، ربما بسبب صدور فيلم ET قبله بأسبوعين، وهو يقدم رؤية متفائلة جدا بخصوص الكائنات الفضائية. لكن الفيلم الآن حصل على حقه نقديا حيث ينظر له كأحد أفضل أفلام الرعب في التاريخ. وفي 2002 صدرت لعبة فيديو بعنوان The Thing مستوحاة من أحداث الفيلم حققت نجاحا لا بأس به.

أسمع أشياء غريبة هناك.
لا أريد أن أبقى هنا بعد.
لا تمش خلفي.
أنا لا أثق بأي منكم.
من الآن فصاعدا لا أحد يغيب عن عيني.
يجب أن ننام في ورديات.
إنه واحد منهم!


الفيلم: The Thing

1982

إخراج: جون كاربنتر


8 comments:

Anonymous said...

كالعاده انا بعمل دونلود دلوقتى للفيلم
زى مابعمل دونلود لكل فيلم تكتب عنه يا عم ميشيل
مع العلم انى مبحبش افلام الرعب اصلى بحس انها افلام عبيطه اوى
ولا يمكن علشان انا اصلا مشاعرى متبلده! -مش عارف

المهم مش عايزك تغيب عننا بمواضيعك الحلوه

Dina El Hawary (dido's) said...

Don't know the movie, never heard about it .. but your analysis is great .. I loved this part awy
حين كان العملاء الشيوعيون هم أشرار السينما قبل أن يحل محلهم العرب الإرهابيون!

you have a point!

رضوى said...

الفيلم شفته مرة زمان بس ما علقش معايا

Doaa Samir said...

قبل ما أقول حاجة عن البوست عايزة أقول لك إن مقالك عن فيلم "حسن ومرقص" في بص وطل هايل وبالتحديد القفلة الممتازة.. أما عن البوست فأنا مش شفت الفيلم لكن الفكرة دي متكررة في السينما وشفت من قريب فيلم اسمه الكهف يدور حولها وينتهي بنفس النهاية.. حيث ينجو اثنان من براثن وحش الكهف بعد أن يقضي على كل من كان معهما. وينتهي الفيلم والاثنان جالسان على مقهى وهو يتذكر أخيه الذي هلك وكان قائد فريق الاستكشاف في الكهف ويهون على نفسه بأنه بعد أن أصابه الوحش لم يكن ليستطيع أن يعود للحياة الطبيعية.. لكنها تشكك في قوله وتتركه وهي تنظر إليه من فوق نظارتها الشمسية وقد طفى فوق عينيها طيف رمادي غير آدمي يشبه عين الوحش.

Michel Hanna said...

مجدي: أشكرك ويارب يعجبك الفيلم.

Michel Hanna said...

دينا: ألف شكر أخجلتم تواضعنا :)

Michel Hanna said...

رضوى: جو التوجس اللي في الفيلم رهيب. يمكن تبصي له ببصة تانية لما تعرفي المعاني الخفية وان الموضوع أساسا خوف من الشيوعية!

Michel Hanna said...

دعاء: ألف شكر :)
طبعا تتابع النهاية ده بيتكرر كثير جدا في أفلام الرعب.
لكن متهيألي ان ده أول فيلم يلعب على تيمة: هل أخوك هو أخوك حقا؟
وهل ممكن يكون العدو واحد منا ووسطينا؟
ألف شكر مرة أخرى.