استفاضت الصحف ووسائل الإعلام كثيرا في وصف تفاصيل وأخبار مقتل الفنانة سوزان تميم في دبي، فيما وُصِف بأنه أعظم فيلم سينمائي لهذا الموسم، حيث تمزج التفاصيل المثيرة للجريمة بين عالم الفن وعالم رجال البيزنس الذين أصبحوا مؤخرا رجال السلطة أيضا.
وتمادت الصحف في تفصيل التفاصيل لدرجة نشر تقرير الطب الشرعي كاملا، بكل ما يتضمنه من كلام حول أوصاف ومقاييس جسد المجني عليها، فيما قد نعتبره انتهاكا لخصوصية جسدها، الذي صار فجأة مشاعا لملايين الناس. كان التقرير بكل التفاصيل الدقيقة التي حواها فاضحا وصادما، ويقودنا هذا الأمر لبعض التأملات:
1. هل من حق القراء أن يعرفوا أن سوزان تميم كانت ترتدي فانلة ماركة كريستيان ديور وبنطلون برمودا أزرق ماركة فيرساتشي، وأنها ترتدي كيلوت أسود وسوتيان من نفس اللون، وأن يعرفوا أنها كانت تضع حفاضة نسائية لتصادف وقت الجريمة مع دورتها الشهرية؟ وما الفائدة المرجوّة من هذه المعرفة؟ ألا يمثل هذا انتهاكا لحرمة الجسد، خاصة أجساد الموتي؟
2. فإذا كانت الصحف ستنشر تقارير الطب الشرعي من الآن فصاعدا، فمن الأولى بشخصيات المجتمع الشهيرة، والأشخاص الذين يشعرون أنهم مهددون بشكل ما، أن يكونوا على استعداد دائم، فيجب أن يتجمّلوا ويكونوا مستعدين دائما لاستقبال الموت في أفضل صورة، وذلك حتى لا يتعرضوا للفضيحة إذا حدث حادث أو وقع واقع، فماذا سيظن الناس مثلا إذا عرفوا أن القتيل الشهير كان يرتدي غيارا داخليا متسخا؟ أو فانلة ماركة جيل بها ثقب في ظهرها؟ أو أنه لا يزال يرتدي في منزله بيجامات الكستور المخططة بالطول؟
3. وجد الطب الشرعي أن الضحية كانت تضع خصلات شعر مستعار لزيادة كثافة شعرها، كما وجد آثار عملية تجميلية في منطقة الأرداف، وعملية أخرى لجعل حلمات الصدر بارزة، وأخرى لتكبير الصدر نفسه، حيث كانت هناك كرتان من السيليكون تزن كل واحدة نصف كيلوجرام! كانت سوزان تميم تحمل في صدرها كيلوجراما كاملا من السيليكون! مما يدلنا على أن أجساد الفنانات الممشوقة هذه، بكل هذه الصدور النافرة والمؤخرات المكتنزة والجلود المشدودة والشفاه المحددة ليست سوى أشياء صناعية بالكامل. هذه ليست أجساد طبيعية تتبع قواعد البيولوجيا، بل أجساد روبوتات محددة المقاييس سلفا. لهذا يجب أن نتعلم ألا نصاب بالإحباط عندما نرى كل هذه الفتنة على شاشات التليفزيون، فهذه فتنة مصنوعة بالكامل لمن يستطيع أن يدفع.
4. وهم بالتأكيد قادرون على الدفع، والدليل أيضا هو ماركات ملابس المنزل التي ترتديها الفنانة، فبنطال واحد من فيرساتشي يكفي ثمنه لإطعام أسرة من خمسة أفراد لعدة أشهر! وهذا الأمر أيضا يعطينا فكرة عن فداحة الأموال التي يوفرها هذا العالم الغريب، وتهافت الكثيرين لبذل كل عزيز وغال في سبيل الحصول على تذكرة الدخول إلى هذا العالم، وبما يتضمنه هذا أيضا من بعض التنازلات المخلة، ففضلا عن غزارة الأموال التي تحصل عليها الفنانة نظير أعمالها الفنية، فإن الفن أيضا يفتح الكثير من الأبواب، فبخلاف تلقي الكثير من الهدايا (باهظة الثمن بطيعة الحال)، فهناك فرصة الزواج وإقامة العلاقات مع رجال المال والأعمال الذين يمثلون قمة هرم الثراء والسلطة، حيث أصبحت مهور الزواج ومؤخرات الطلاق هي مصدر الدخل الحقيقي للفنانة.
5. مهنة غريبة جدا هي مهنة الطبيب الشرعي، رجل عليه أن يصف كل شيء بدقة، طول الجسد ووزنه ونوع الملابس وألوانها، ثم يقوم بنزع الملابس ووصف الجسد تفصيليا، بما يتضمن ذاك من فحص للشرج والأعضاء التناسلية، ثم يقوم بشق فروة الرأس وقلبها ونشر الجمجمة ووزن المخ ووصف السحايا، ثم شق الصدر واستخراج الأعضاء ووصفها ووزنها بما في ذلك استخراج الرحم وشقه للبحث عن النطف أو الأجنة، ومعرفة كمّ البراز المتبقي في الأمعاء الغليظة. هو رجل يتسلم الجسد قطعة واحدة فيتركه مفتتا إلى عشرات القطع. أتعجب ما مدى تأثير ذلك على صحته النفسية، وإذا ما كان يظل لديه – بعد كل هذا – أية رغبة جنسية، أو حتى رغبة في الحياة عموما!
Friday, October 24, 2008
تأملات حول سوزان تميم والطب الشرعي وانتهاك الموتى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
28 comments:
لا أجد كلاماً بعد وصفك عمل الطبيب الشرعي سوى"يا إلهي"...
تحياتي ميشيل...
The Dean
كيلو سيليكون ؟؟؟؟؟
يالا الله يرحمها بقى وقال ايه بيتدفع فالسيليكون والشفايف المنفوخه والارداف ام عمليه دى ملايين الدولارات وحزام الماظ كمان ويدخل فيها السجن ومش بعيد يحصلها
رجاله مخها مهلبيه
ياريت تبعت لي الصور بتاعتها وتقرير الطبيب الشرعي على الميل :)
هههههههههههه
بص ، في ظل الاوضاع الهباب اللي إحنا فيها أقدر أقول يولع دول على دول
ناس مليونيرات قتلوا بعض، ما يولعوا ، حقد طبقي بقى تقول ايه
اما من الناحية الأخلاقية والانسانية البحتة خارج ظل الظروف اللي احنا فيها أقولك طبعا أن ده قرف وانتهاك مستفز لحرمة الموتى
nice pic
:)
رائع
رائع
اسلوب رائع جدا
اعجبني قلمك الساخر
دكتور يادكتور اعجبتني وجهة نظرك وقد يكون السبب هو الشفافية العالية التي يصطنعها الإعلام المهبب
المهم إن صحت الأقاويل
تم دفع اثنين مليون دولار للقاتل الغبي ألا يمكن لهذا الرجل الاغبى بهذا المبلغ أن يوكل قاتل مأجور مثل العميل 47 من لعبة وفلم
hitman
ايضا تنفيذ الجريمة بهذه البدائية أليس دليلا على أن الأفلام والألعاب ساهمت بإكسابنا حصيلة معرفية اجرامية بحيث أنك تستطيع أن تفكر بألف طريقة وطريقة كان بإمكان القاتل أن يستخدمها دون فضح نفسة؟
أسهلها هو استخدام قناصة من العمارة المجاورة
اتمنى أن تكتب شيئا بهذا الخصوص
مصدوم من اللى قريته جدا من الحاجات اللى قولتها كانت فى التقرير على الحاجات بتاعة الفنانين و عمايلهم على مهنة الطبيب الشرعي
كل ده !!!
شئ لا يصدق
dean: تحياتي لك يا صديقي العزيز
أنا حرة: رجالة مخها سيليكون مش مهلبية :)
أشرف: هتلاقي التقرير في الدستور العدد الاسبوعي، واعتقد فيه جرايد تانية نشرته
elgil: عندك حق، هي الصورة حلوة فعلا :)
سلطان: الكاتب الكبير محمود سالم كتب تحليل بنفس المنطق بتاعك ده أثبت فيه ان القاتل عبيط جدا وعمره ما قرا رواية من روايات المغامرون الخمسة حتى!
محمد ياسر: c'est la vie
بيج كود: ألف شكر
هاسالك سؤال غريب جدا بس اسمعني للاخر...
تفتكر سوزان تميم نفسها كانت تتمني ان تفاصيل شخصية جدا زي دي تبقي مشاع ولا لا؟
(ماتستعجلش في الاجابة بلا)
طب انت ماتفتكرش ان اللعبة كلها لعبة "رؤية"...
سوزان تميم تقدم كل التنازلات الممكنة عشان تتشهر والناس تهتم"تبص لها" ورجل اعمال بيجمع فلوس عشان يبقي عنده حاجة الناس "تبص عليها"..
و بعدين رئيس تحرير يكتب كل ده عشان الناس "تشوفه"..وهكذا
زي ما تكون الرؤية والاهتمام ده هو العملة اللي كلنا بنبيع ونشتري بيها وليها
مع انها ممكن تكون ببلاش اصلا
لك كل التحية
ياليت ياباشا لو عندك رابط مقال الدكتور محمود سالم لأني لم اجده على الانترنت
أذكر عند قرائتى خبر منع سوزان تميم من دخول مصر بعد ضبط زوجها لها فى وضع مخل مع أحد رجال الاعمال المصريين انهم أقموا الدنيا و أقعدوها
و عندما قرأت خبر قتلها عرفت مباشرة انه نفس رجل الاعمال
و لا اعرف لماذا؟
و فوجئت بأنه عضو فى مجلس الشورى أيضاً
بالطبع نشر مثل هذه التفاصيل لا حق لأى أنسان ألا لو كان كل شخص يرغب فى ان يعرف أدق أسرار جسده بعد موته العامة و العالم أجمع
الكثيرات سينطلقون بدافع الغيرة ليعلنون للرجال ان تلك الفنانة التى لطالما أعجبت بجسدها كانت تحمل فى صدرها كيلوجرام كامل من السيلكون لتنال هذا الصدر الناهد
أتساءل هل منعها ذلك من أقامة علاقات كثيرة أو أن تصبح مغنية مثيرة
بالعكس لقد فتح لها ذلك المجال لتصبح مطلوبة أكثر فطالما لم تنجح كمغنية بالطبع فلتحاول ان تكون غانية حسبما يدفع من يملك المال الكافى لسداد فواتير عمليات التجميل
فالكليبات أصبحت شبيه للغاية بأعلانات قنوات الفضائيات الجنسية الفاضحة الا انهن يدارين جزء اكبر بقليل من أجسادهن
مع أداء نفس حركات الاثارة ذاتها
لا أعرف لما تعجبت من نشر شئ خاص للغاية بالقتيلة و ذلك بأنها كانت تمر بدورتها الشهرية فى تلك الايام
ربما انتظر القاتل تلك الفترة الشهرية ليعلم علم اليقين انها سوف تعتزل الرجال فى بيتها لعدم قدرتها على اقامة علاقة كاملة بشكل طبيعى فى هذه الايام نظراً و كما يبدو من التحقيقات و الفضائح انها كانت كثيرة العلاقات و خاصة الجنسية منها
أتذكر فى كتاب أعترفوا لى لمصطفى محمود ان احد المراسلين لأسرارهم معه أخبره أنه دكتور نساء و أنه طوال الوقت لا يتعامل الا مع هذه المنطقة فى الجسد
اقصد المهبل بالطبع
و الصدر يليه فى الاهتمام
و كما يخبرنا فى رسالته انه يظل طوال الوقت ينظر للأعضاء و يفحصها و يستعمل يداه ألى أن وصل لوقت لم يستطع ممارسة الجنس مع زوجته لانه كلما نظر لها لم يجد ما يثيره فقط يرى تشريح المهبل و الخلايا الدهنية و اللبنية للصدر و ما الى ذلك
و لا يجد حل للخروج من تلك المشكلة
يامن: ما اعتقدش ان الإنسان الطبيعي ممكن يحب تكون تفاصيل شخصية جدا زي دي على المشاع
الموضوع كله مش طبيعي على بعضه!
سلطان: مقال محمود سالم؟
ما شفتوش الحقيقة
أنا متفق تماما معاك يا دكتور فى أن ما يحدث من نشر لهذه التفاصيل ليس منه فائده اطلاقا
احيانا كنت اشعران الجرائد تبحث عن اى شىء تنشره لتبقى القارىء فى دائره الموضوع
يعنى الدستور
لازم كل اسبوع تجيب حاجه عن سوزان تميم
مره كانت فى ورشةمحمد عبدالهادى للتمثيل والاسبوع اللى قبلها تحليل نفسى لشخصيتها من خلال كلمات اغانيها
لا والنبى
وبعدين نشر وصيتها والسخريه منها
والتقرير فعلا نشره كان حاجه مقززه من المصرى ايوم والدستور
....
بالفيرزاتشى فى البيت وقال انا كنت زعلان انه جايب لا هديه حزام الماظ
واحنا نقعد فى بيوتنا بطقم محمد ابوسويلم الصوف
..
مقال محمود سالم عن الاخطاء الساذجه التى وقع فيها المتهم نشر فى احد اعداد الدستور الاسبوعى وكان مميز جدا
تحياتى يا دكتور
احمد خيرالدين
أحمد بلال: شكرا جزيلا على الإضافة
وما تبقاش تغيب علينا قوي كده يا عمنا
إحنا: أيوة افتكرته
ده كان من فترة طويلة
لا مقال رائع فعلا
متهيألي ممكن نلاقيه على السايت بتاع الدستور
لا حول ولا قوة إلا بالله :(
شوف ياد. ميشيل .. فعلا العرض بالشكل ده فيه فعلا أنتهاك فظيع لحرمات الموتى
وف جميع الاحوال لاأملك سوى انى ادعو لها بالمغفرة والرحمة ..
لكن بجانب أحب أن أبحث عن الحكمة من مرور اى شئ بحياتنا سواء ان كانت سلبى او ايجابى بشكل ظاهرى ..
وبالتالى اعتقد ان الحكمة التى فرضها القدر من عرض هذا التقرير هى ان نعلم كم العمليات التجميلية التى تقوم بها أمثال هذه الفتيات حتى يظهرن ف الشكل النهائى الذى يُفتن به عقول الشباب والرجال ف هذا العصر (السليكون) الذى وصل بهم الامر الى تزوير الجسد ..
فماذا بقى ليكون سليكون ف حياتنا
لاه .. وبالكيلو :(
الله يرحمها طبعا .. وعذرا ع اللهجة الساخرة ولكن الواقع يفرض نفسه دائما
تحياتى لك د.ميشيل
رونيل السوداء: وتحياتي لك وما تغيبيش علينا
المقال كمقال ساخر جيد
و لكنه افظع من كلام الصحف لانه يصف تقرير الطبيب الشرعى اكثر و اكثر
و كيف لك ان تنتقد شىء و انت فعلت مثله و من الجائز اكثر و لماذا؟؟؟؟؟ فقط لكتابة مقال جيد و قوى و يلفت الانتباه
المجهول (اللي هو توتي غالبا): ما هو الكلام ده كان اتنشر في الصحف خلاص، يعني لما أنا عدته تاني كان مجرد تحصيل حاصل. بس انت علشان ما بتقريش جرايد فما أخذتيش بالك.
حتى لما بقرأ الجرايد مبحبش اقرى الحوادث ولا اقولك اصل انا مبعرفش اقرى اصلا
هههههههههههههههههه
دلوقتى انا اللى صحتى التفسية باظت من الشرح التفصيلى للى بيحصل عند تشريح الجثة
انا دايما بسمع فى الافلام (الطبيب الشرعى قال ان سبب الوفاه سكتة قلبية) او مستنيين رأى الطبيب الشرعى
ماكنتش اتصور ان ده اللى بيحصل
عموما عجبنى اللى قال له احمد بلال
يولع دول على دول
Post a Comment