وجدت منتدى فرعي على الإنترنت مخصص لبيع وهدم عقارات مصر الجديدة!
اكتشفت أن الموضوع لن يتوقف أبدا قبل أن تتهدم المنطقة بالكامل وتتحول كلها إلى أبراج كالمهندسين. في المنتدى هنا عشرات الإعلانات عن عقارات قابلة للهدم أو صدر لها رخصة هدم أو هدمت بالفعل وتحولت إلى أراض.
وتشدد الإعلانات على أن البناء على 100% من مساحة الأرض رغم أن هذا مخالف للقانون على حد علمي. وعلى أن الأراضي قد صدر لها تراخيص بأرضي وأحد عشر دورا.
ولأن معظم ملاك هذه العقارات القديمة ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، والغالبية العظمى منها آلت بالوراثة إلى عدد كبير من الأشخاص الذين يمتلك كل منهم جزءا صغيرا من البيت، وكل هؤلاء لا يملكون من المال ما يكفي لتمويل عمليات الهدم وحفر الأساسات وصب خرسانة تكفي لصعود البرج، ولهذا فقد ابتكرت هذه الشركات حلا جهنميا يدخلون فيه في شراكة مع أصحاب العقار، بحيث تتحمل الشركة كل تكاليف الهدم والبناء، ويتم منح ملاك العقار عددا من الشقق وفقا لنسبة معينة يتم الاتفاق عليها، بينما تكون باقي الشقق من نصيب الشركة، وهكذا يتم تسهيل الأمور.
وفيما يبدو أن هناك اتجاها من الدولة لتسهيل عمليات الهدم على المواطنين!
انظر هنا لقراءة النموذج الذي يجب ملؤه وتقديمه إذا أردت هدم عقارك. كل ما عليك هو تقديم الطلب مع ما يثبت الملكية مع صور للعقار مع رسوم بسيطة وسوف تأخذ تصريح الهدم في خلال ثلاثين يوما. بالطبع مع إلغاء قرارات حظر هدم الفيلات، وقرارات أخرى ألغت شرط مرور 40 عاما على بناء العقار للتصريح بهدمه إذا لم يكن آيلا للسقوط، أصبح الأمر من أسهل ما يمكن، هذا ما لم يكن العقار مسجلا كأثر أو كطراز معماري مميز، وما أقل هذه العقارات المسجلة بطبيعة الحال. للأسف هناك عقارات فائقة الجمال والتميز وممهورة بتوقيع أشهر المصممين البلجيكيين وغير مسجلة كأثر لأن عمرها أقل من مائة عام، وغير مسجلة أيضا كتراث معماري مميز وبهذا تصبح قابلة للهدم.
ولأن هناك اتجاها لتعويض أصحاب العقارات التي يتم تسجيلها كتراث معماري وبالتالي يحظر هدمها، ولأن الحكومة لا تريد توريط نفسها في مسألة دفع تعويضات كبيرة، لذا فإن هناك حالة من التساهل في منح تراخيص الهدم.
ألطف شيء أنه في نهاية طلب ترخيص الهدم توجد أرقام تليفونات يمكن للمواطن أن يتصل بها ليشكو الموظفين إذا لم يعطوه الترخيص في خلال فترة الثلاثين يوما المحددة!
-----------
Farwell Heliopolis
هذا المبنى القصير الذي يوحي بالأصالة والرسوخ ذو واجهة طويلة جدا تمتد حتى نهاية الشارع!
لو تمت إزالة كل هذه اللافتات البلاستيكية وغرفة السطح المبنية حديثا هذه لظهر لنا مبنى خرافي.
هذا المبنى تم تشويهه عمدا عن طريق إزالة زخارفه حتى لا يدخل في قائمة المباني ذات الطراز المعماري المميز. يبدو التخريب واضحا من بقايا الزخارف المهدومة.
بغض النظر عن المدخنة وجهاز التكييف، المنظر فيه نوع من العظمة لا شك فيها. يكفي أن تتأمل دقة رص الطوب.
هذا المبنى الذي يشبه الحصن غير مسجل هو أيضا، وللأسف فهو مرشح للهدم.
في بعض الصور السابقة يمكن ملاحظة أن الوحدات الزخرفية في سور العمارة تتكرر – لكن بدون تطابق – في أسوار البلكونات، وهي أيضا نفس الوحدات الزخرفية التي تنقش على جدران العقار، ليكون هناك تجانس ووحدة في التصميم. لاحظ أيضا أن نسبة الطول للعرض في تصميم النوافذ تتناسب مع عرض المدخل وارتفاع العمارة الكلي، بمعنى أنه حتى مجرد تعلية هذه العمارات يفسد هذه النسب وبالتالي يفسد التصميم.
---------
درة الرمال