Tuesday, December 13, 2005

نوبة بكاء


كنت في الصف الثاني الإعدادي، وكان لدينا مدرس لغة عربية لا يشرح كلمة واحدة في الفصل، وإنما يقضي الحصة في الحوش أو في غرفة المدرسين يدردش مع الزملاء، بينما يوقف علينا أحد الطلبة ليكتب أسماء من يتكلمون على السبورة. أحيانا يأتي المدرس في نهاية الحصة وأحيانا لا يأتي، لكنه حين يأتي فإنه يتفنن بكل سادية في ضرب الطلبة المكتوبة أسماؤهم على السبورة. ولديه عصاة طويلة مزينة بشرائط اللحام الملونة، وفي طرفها زلطة مخبأة أسفل شرائط اللحام. هذه الزلطة لها آثار زرقاء متورمة على أجساد كثير من طلبة الفصل.
وبعد أن يفرغ من الضرب يكلفنا بواجب عن الدرس الذي لم يشرحه!
في أحد الأيام أتى لنا هذا المدرس ليخبرنا أن هذه هي الحصة الأخيرة لأنه مسافر في إعارة إلى السعودية. تصورت أن هذا الخبر المفرح سيجعل الطلبة يقومون ليرقصوا فوق المكاتب، فأخيرا سيغور هذا الوحش في ستين داهية، إلا أن الفصل كله، لدهشتي، راح في نوبة بكاء هستيري، وراحوا يذرفون الدموع على فراق المدرس الظالم السادي المتوحش!

4 comments:

mindonna said...

فصل العيال ده نسخة مصغرة من الشعب المصري

Michel Hanna said...

صح.ده اللي أنا كنت عايز أقوله.

محمد هشام عبيه said...

العيال اللي في الفصل دول هما أحفاد الرجالة والستات اللي خروجوا يعيطواوينحوا على عبد الناصر بعد نكسة 67 عشان يقعد فوق نفسهم أكتر
هي دي مصر ياباشا

Anonymous said...

اصله محدش كان بيحب لغة بلده .. فكان الضرب و الاهانة احسن عندهم من انهم يتعلموا لغة فرضت عليهم
واحد منهم زعل و الباقي عيط .. يعني واحد منهم طلع كاتب يكتب باللغة العربية و الباقي ميعرفش يعرب : أحمد يشرب اللبن .. وهوه ده الجيل الجديد .. راح اتعلم لغات اجنبية و ساب اللغة الاساسية بتاعتنا و جزء منه راح اتعلم لغتنا و برع فيها و بقى بيكتب كتب بس للأسف الجزء التاني مبقاش يقرا لغته ..

أحمد شوقش