Thursday, July 23, 2009

هاري بوتر والأمير الهجين

Harry Potter and the Half-Blood Prince (Soundtrack)

ها هو أخيرا الجزء السادس من السلسلة الشهيرة التي حطمت الأرقام القياسية في العالم أجمع، والتي تحكي عن الساحر الصغير الشهير هاري بوتر صاحب العلامة على جبينه، والذي تقع على عاتقه مهمة إنقاذ العالم من أقوى سحرة الظلام الذي يعرف بفولدمورت. ذلك الجزء الذي طال انتظاره بعد أن تأجل عرضه من نوفمبر 2007، وهو الموعد المعتاد الذي كانت تظهر فيه أفلام هاري بوتر ذات الجو الشتوي والمرتبط بالعودة إلى المدارس، إلى يوليو 2009 لأسباب متعددة، منها مسألة إضراب كتاب السيناريو في الولايات المتحدة وغيرها. تدور الأحداث بقيادة ديفيد ييتس مخرج الجزء الخامس الذي يعود إلى السلسلة مرة أخرى، وبنفس أبطال الأجزاء السابقة، والذين يمكن أن تلاحظ بكل سهولة أنهم تقدموا كثيرا في العمر على أداء شخصيات طلبة في السادسة عشرة من عمرهم، فمثلا دانييل رادكليف الذي أدى دور هاري بوتر هو فعليا في العشرين من عمره، بينما رون الحقيقي في الحادية والعشرين!

كانت هذه هي المقدمة التقليدية، وكنتُ أمني نفسي بمشاهدة ممتعة وأنا أتابع تحول أحداث القصة إلى مشاهد حية على الشاشة الكبيرة، ولكن..

لأول مرة أخرج من أحد أفلام هاري بوتر وأنا غير راضٍ بهذا الشكل. لعله أقل الأفلام المأخوذة عن السلسلة في المستوى وأكثرها إثارة للإحباط. هناك مشكلة ما، بل عدة مشاكل في الحقيقة.

كنت قد قرأت الجزء السادس عند صدوره، وهو واحد من أقوى أجزاء القصة السبعة، فكيف تحوّل سينمائيا إلى هذا الفيلم المهلهل؟

  • أولا لن يمكنك أن تفهم ما يحدث على الشاشة لو لم تكن قد قرأت القصة أولا، فالفيلم لا يشرح من يفعل ماذا ولماذا وأين.
  • صحيح أن الكتاب السادس كان عظيم الحجم ويتجاوز الستمائة صفحة، وأنه ممتليء بالكثير جدا من التفاصيل التي يصعب ضغطها في فيلم واحد، إلا أن هذا ليس مبررا للفيلم، فالفيلم أيضا طويل يتجاوز الساعتين والنصف، وليس هناك ما يمنع أن يمتد لثلاثة ساعات أو أكثر ولم نكن لنشعر بالملل إذا استطاع أن يحافظ على الإيقاع. وفي الوقت نفسه فقد كان الفيلم يركز كثيرا على العلاقات العاطفية بين الطلاب، مما كان يمكن حذفه لأنه لا يخدم القصة الأساسية كثيرا لإعطاء الفرصة للتركيز على أشياء أخرى.
  • والحقيقة بالفعل أن الفيلم كان بحاجة ماسة لنصف ساعة أخرى، فالفيلم انتهى على عجل، بل إنه حتى لم يصوّر المعركة الكبرى التي دارت في هوجوورتس عند قتل دمبلدور، لقد قام صانعو الفيلم بحذف ذروة القصة، فهل هناك غباء أكثر من هذا؟
  • ناهيك عن عشرات التفاصيل الأخرى المحذوفة والتي كان لها أهمية فائقة في القصة، خاصة التفاصيل التي تمنح هاري المبرر لوقوفه مكتوف الأيدي أمام مقتل دمبلدور، حتى لا يظهر بالشكل المخزي الذي ظهر عليه في الفيلم.
  • ثم أين الجنازة المهيبة لدمبلدور؟ تجاهل الفيلم تماما هذه النقطة، وهي من أهم مشاهد القصة، فكيف يمر موت دمبلدور – أحد أهم شخصيات السلسلة - بهذه البساطة والسهولة؟ كانت القصة المكتوبة مليئة بمشاعر الحزن والخوف والتوجس والتي سيطرت عليها من بدايتها لنهايتها، أما الفيلم فيميل إلى حد كبير إلى المرح مما يتناقض مع روح القصة، بل إن مشهد النهاية في الفيلم كان يحتوي على دعابة أخرى، بينما القصة تنتهي على حزن شديد وتوجس عظيم بخصوص المعركة الأخيرة المقبلة في الجزء السابع.
  • اسم الفيلم هو هاري بوتر والأمير الهجين، وللأسف لم يشر الفيلم إلى الأمير الهجين الذي يحمل الفيلم اسمه سوى للمحات قليلة خاطفة أثناء الأحداث، بينما كانت هذه الشخصية الغامضة إحدى النقاط الأساسية التي دارت حولها الرواية.
  • الفيلم فاشل تماما من الناحية الإنسانية، ليست هناك أي مشاهد يمكن أن تحرك المشاعر، إن هاري بوتر في الفيلم لم يذرف دمعة واحدة على أستاذه الميت. أيّ فشل حين نقارن هذا بالرواية التي وصلت إلى القمة في قدرتها على تحريك المشاعر؟

ومادام ديفيد ييتس مخرج هذا الفيلم هو أيضا الذي سيخرج الفيلم القادم – والذي سيتم تصويره على جزءين – فإن من حقنا أن نقلق على مستقبل هذه السلسلة من الأفلام التي يبدو أنها لن تنتهي بصورة جيدة كما بدأت.

17 comments:

adel said...

نفس رأي بالملي
الفيلم سئ للغاية لدرجة اني رفضت اكتب عنه في المدونة السينمائية حتي كفيلم سئ

الفيلم ضيع كل المجهود اللي حصل قبل و ضيع حلاوة القصة و متعتها حتي في التفاصيل الصغيرة

يعني مدرسة للسحر و مظهرش الحاجات اللي كانت بتظهر في الاجزاء الاولي او حتي في الجزء الخامس

اخراج سئ للغاية و كمان شغل الجرافيمك مكنش حلو للاسف

ميشيل مجدى said...

لأول أشوف دكتور ميشيل ناقم جدا على فيلم للدرجة دى - يا جماعة تعازى الحارة فى مصابكم الأليم

Oss said...

يا نهار مش زى بعضه
حتى هارى بوتر اتضرب السنة دى

أنا فى رأيى إن الأفلام بدأت بداية كويسة جداً فى الجزء الأول وزادت فى التانى ووصلت للذروة فى أحسن أفلام السلسلة فى الجزء الثالث
الرابع تراجع شوية بس كان فيه شغل كويس وحلو
لكن للأسف الجزء الخامس كان سئ جداً
كان اللى ماقريش القصة مش هيفهم الفيلم

بس باللى انت كاتبه عن الفيلم السادس ده تبقى مصيبة
أنا كنت ناوى أنزل القاهرة مخصوص علشان أدخل الفيلم فى ستارز لأن الزقازيق مافيهاش غير أفلام عربى
بس كده أنا شكلى مش رايح حتة وهستناه لما تنزله نسخه DVD على النت

بس صحيح ازاى هارى مش يعيط على دمبلدور ، ده أحسن مشهد فى الجزء الخامس لما كان بيبكى على سريوس
:s

أحمــــــــدبــــــــــلال said...

بالرغم من عدم قرائتى للرواية لأنى لم أهوى قراءة السلسلة بل مشاهدتها
لم أشاهد الفيلم بعد
و لكنى أثق فى رأيك ثقة عمياء
و لكنى قرأت أن سبب حذف الحزن و العواطف ناحية دمبلدور
أن كاتبة الروايات أعلنت أنه مثلى الجنس
لذا تمت مهاجمتها لأن روايتها موجهة لسن يحتاج للتوجيه السليم
من خلال العائلات المحافظة فى أوروبا و الولايات
ربما كان هذا فعلاً هو سبب عدم الاهتمام بموته فى هذا الجزء

لا أعرف

ميشيل مجدى said...

يا جماعة أنتوا تاعبين نفسكم علشان شخصية تافهة اسمها هارى بوتر - علشان إيه يستحق هارى بوتر كل المجد والقوة اللى يحوزهم الكابتن هارى (عمل إيه علشان يحصل عليهم)عامل بالضبط زى أى حمار غنى بابا جابله شوية فلوس فياخد قدهم بالظبط شويه أهتمام ونفاق من الناس -- يستحق الأهتمام من يصنع مجده الشخصى حتى ولو فى قصة أطفال - علشان كده أنا بحب ملك الخواتم أكتر

ميشيل مجدى said...

واحد أبوه وأمه ماتوا بسبب لعنة من اللورد فولدمورت - وهو سبحان الخالق لم يمت فبكده المعلم يبقى بطل - يا سلام لمجرد عدم الموت يبقى بطل- سبب قوى فعلا

hartaka said...

دايما لما بشوف اي فيلم سينمائي نزل في الاول كرواية بصاب بالاحباط
حصل دا معايا في ثلاثية نجيب محفوظ وشفرة دافنشي وملائكة وشياطين وميزري لستيفن كنج ,وكتيير غيرهم انا شايف الموضوع بيكون سببة حسبة تجارية ان يكون الفيلم مثلا ميتخطاش ساعتين او اسناد العمل لمخرج حرفي مش فنان زي الي كتب الرواية والي يغيظ اكثر تعديل احداث الرواية مثلا بحيث تطلع بشكل تاني
الاستثناء الوحيد كان فيلم العطر الماخوذ عن رواية باتريك زوسكيند
حسيت معاه فعلا ان المخرج قرا الروايه وفهمها كويس ومتخلاش عن رؤيه الكاتب الفنية

تحياتي

Oss said...

ميشيل مجدى
مع كل احترامى لرأيك ولكن احنا مش مجانين بهارى بوتر علشان هو هارى بوتر أو علشان هو قدر ينجو ويعيش ويغلب فولدمورت
انت كده ماعملتش غير إنك قولت إن البطل ركب الحصان درجن درجن درجن البطل نزل من على الحصان
الرواية أكبر من كده
أولاً جاكلين رولينج الكاتبة قدرت تنقلك بعبقرية لعالم تانى خاص بالأبطال دى وعملتله أعياد واحتفالات ورياضة خاصة بيه وتقاليد وتاريخ وشخصيات قديرة
وقدرتها على الوصف عبقرية ، ده حتى وصلتك لأنك تشوف هوجورتس على الورق قبل ما تشوفها فى الفيلم
وبعدين لو السبب اللى انت كاتبه هو اللى مزعلك من الفيلم فالأربع أجزاء الأولى هارى فيهم حقق انتصارات وقدر يعمل أعمال صعبة على حد العالم السحرى
وفى الجزء السابع هزم فولدمورت بتفكيره بس مش بمهارته لأن مش منطقى انك تجيب عيل صغير عنده 17 سنة يهزم أكبر ساحر فى العالم كدهه بالدراع
دى لو الكاتبة عملت كده يبقى اسمه هطل
وارجع تانى واقولك السبب الحقيقى لاستمتاعى بالرواية هو سحر العالم السحرى ونظرية إن فى مجتمع كامل عايش معانا واحنا مش شايفينه

وعلى فكرة أنا ما اقدرش أخالفك فى إن مملكة الخواتم أفضل كفيلم بس أنا مش قريت الرواية علشان أحكم عليها
مستنى رد د.ميشيل حنا

ميشيل مجدى said...

Oss شكرا على التعقيب والرد بموضوعية

Michel Hanna said...

عادل: فعلا

Michel Hanna said...

ميشيل: مش ناقم قوي يعني.. بس متضايق ومصدوم

Michel Hanna said...

أوس: فعلا الثالث هو أقوى فيلم في السلسلة
أنا باحبه قوي الجزء ده

Michel Hanna said...

بلال: ما اعتقدش ان حكاية انه مثلي دي لها أي تأثير على القصة
والكلام اللي قالته رولينج ده كلام برة السلسلة ومالوش أي تأثير على الأحداث
كل القصة ان دمبلدور ما كانش له صديقة، وكان ليه رفيق أو صديق ملازمه على طول، وفي العالم الغربي اليومين دول بيعتبروا ان الصداقة الزايدة عن اللزوم دي نوع من المثلية، زي ما قالوها على باتمان وروبين. كلام فاضي.

Michel Hanna said...

ميشيل: يا نهار اسود! خلي بالك انك بتهين المقدسات بتاعتي!

Michel Hanna said...

هرطقة: لكن الجزء الأول من هاري بوتر كان هو الرواية بالملي بدون إضافة أو نقصان، مجرد ترجمة أمينة ليها بصريا. الأجزاء اللي بعد كده ابتدت تبعد عن الرواية لغاية مصيبة الجزء السادس

Michel Hanna said...

أوس: هو ده الرد اللي كنت عايز أكتبه. شكرا.

ميشيل مجدى said...

أرجو كتابة دكتور ميشيل عن مالينا - وأرجو ترشيح افلام جيدة للمشاهدة من اى قارى للمدونة