حملة تدمير مصر الجديدة في مجلة وصلة التي تصدر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
يمكن قراءة وتنزيل العدد من هنا.
أو الضغط على الصورة بالأسفل لتكبيرها وقراءة الموضوع.
حملة تدمير مصر الجديدة في مجلة وصلة التي تصدر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
يمكن قراءة وتنزيل العدد من هنا.
أو الضغط على الصورة بالأسفل لتكبيرها وقراءة الموضوع.
شاهدوا العبد لله وحملة تدمير مصر الجديدة في برنامج 48 ساعة على قناة المحور في التاسعة مساء اليوم، والإعادة غدا في التاسعة صباحا.
لأن بعض الوصلات الداخلية اختفت بداخل المدونة بسبب وجود صور كثيرة في بعض التدوينات، والحدود التي يضعها بلوجر على طول الصفحة، فقد تعذر على البعض الوصول إلى بعض أجزاء حملة تدمير مصر الجديدة، من أجل هذا أضع هنا وصلات الأجزاء السبعة لمن يريد الرجوع إليها.
في كل مرة كنت أخرج فيها في جولات التصوير هذه، كان يخرج لي من العدم أشخاص يطالبونني بعدم التصوير: عساكر شرطة، رجال أمن "سيكيوريتي"، أشخاص عاديون، سائقو سيارات أجرة، وأصحاب أكشاك الحلوى! كل شخص يحمل في فمه عبارة "ممنوع التصوير" كأنها علكة يريد أن يبصقها.
لا أدري في الحقيقة ما مدى قانونية أو عدم قانونية التصوير في الشارع، وهل هو ممنوع حقا؟ ثم أن ما تم تصويره هو شيء موجود في الشارع ومتاح للنظر لعامة الناس وليس مناظر تندرج تحت بند الخصوصية الشخصية. وما أصلا فائدة منع أو عدم منع التصوير إذا كان من الممكن دائما رؤية كل شيء من أعلى عن طريق خرائط جوجل وجوجل إيرث وخدمة بانوراميو المرتبطة بها؟
ثم هل الحالة الأمنية عندنا أكثر استنفارا منها في أمريكا، بينما في أمريكا يمكنك أن تتحرك في الشوارع افتراضيا باستخدام خدمة Google street view لترى تفاصيل التفاصيل بشكل مذهل وفي كل الاتجاهات بزاوية 360 درجة؟
هل الأمر يتعلق بنوع من الغلاسة المصرية الأصيلة؟ ولماذا دائما ما ينظر الناس في مصر لحامل الكاميرا على أنه جاسوس؟
في مرة اعترض عليّ صاحب كشك سجائر وأراد أن يطلب لي البوليس! مرتان يعترض عليّ عساكر شرطة، ومرة صرخ سائق سيارة مرّ من جانبي محذرا الناس من أن هناك شخصا يقوم بالتصوير! في مرة أخرى توقف سائق تاكسي بجانبي ونزل ليسلم عليّ بحرارة معتقدا أنني من التليفزيون وأنني أتيت لأجري لقاءات هنا! قلت له أنني من الصحافة فسلم عليّ مرة أخرى بحرارة معتقدا أنني سأصوره ليظهر في الجريدة، لكني مضيت وخيبت أمله!
في إحدى المرات اعترض شخص ما على قيامي بتصوير عقار، فادعيت أنني مهندس معماري، وعندها صارحني أنه مقاول، وأنه حاول كثيرا هو وصاحب العقار الذي التقطت له الصورة الحصول على ترخيص بهدم هذا العقار لكنه لم يقدر! هنا تأكد لي تماما وجود مافيا سرية تدور في الشوارع لتسعى لشراء وهدم هذه العقارات. هذا يفسر أيضا لماذا هناك عقارات كثيرة جدا تحمل لافتة أن "العقار ليس للبيع"، وذلك من كثرة الذين يسعون إلى شرائه وهدمه. مشكلة هذه العقارات أن قيمتها عالية جدا بحكم موقعها لكنها لا تدر أي إيراد في الغالب لأنها مؤجرة وفقا لقانون الإيجارات القديم، ومعظم هذه الشقق يتراوح إيجارها بين 4 و6 جنيهات! يكون الحل في قيام شخص ثري – عربي الجنسية غالبا – بشراء العقار ودفع مبالغ مالية تتراوح بين مائة ومائة وخمسين ألفا من الجنيهات لكل ساكن ليترك المكان، ثم يستصدر قرارا بالهدم في هذه الأيام المفترجة ثم ترخيصا آخر ببناء البرج، ولأن معظم هذه العقارات لها حدائق كبيرة جدا فإن هذا يعطي الفرصة للبرج ليكبر أكثر. بالطبع كلما كان العقار "أقصر" كلما كان عدد السكان أقل وصار الأمر يتطلب أموالا أقل لإخراجهم وأموالا أقل للهدم تمهيدا لظهور البرج "الأطول".
للأسف لا يوجد توثيق لهذه المباني ولا لأشكالها ولا للزخارف التي تمتليء بها. إن ما فعلته هنا هو نوع من المجهود الفردي لمحاولة حفظ جزء صغير من هذا التراث. كنت أتمنى لو كان لدي جهاز GPS مع نوع من الـ Geotagging حتى أستطيع تحديد مكان التقاط كل صورة بسهولة، حتى إذا ما مررنا من هذا المكان مرة أخرى ورأينا البرج الجديد استطعنا أن نتذكر ماذا كان يوجد هنا.
إن ما كتبته هنا على مدى عدة أسابيع لا ينطبق على مصر الجديدة فقط، لكن على مصر كلها، من مدنها الكبيرة وحتى أصغر النجوع فيها والتي صارت كلها في غاية التشوّه والقبح. لكن مصر الجديدة بالذات كانت أقل مناطق الجمهورية تأثرا بهذا الأمر، حتى سنوات قليلة مضت حين صدر حكم المحكمة الدستورية العليا الذي تحدث عنه المحافظ. إنني كلما شاهدت فيلما مصريا قديما من أيام الأبيض والأسود أخذت أتفرس في الشوارع والبيوت وأتعجب كيف كانت مصر بهذا الجمال الفائق والمريح للأعصاب، حتى مناطقها الفقيرة وقراها ونجوعها كانت تتمتع بالجمال واتساقها مع البيئة المحيطة.
في وقت ما من المستقبل، حين تظهر في هذا البلد سلالات أخرى جديدة لديها نوع من الفهم ونوع من الوعي ونوع من الإحساس بالجمال، سيحاكمنا هؤلاء الأحفاد على غبائنا وتخلفنا وعلى ما صنعناه، وعلى ما كان يجب أن نحافظ عليه من أجلهم لكننا بدلا من ذلك هدمناه. كل ما أوده هو أن يقال أن واحدا حاول أن يفعل شيئا لكنه فشل.
وجدت منتدى فرعي على الإنترنت مخصص لبيع وهدم عقارات مصر الجديدة!
اكتشفت أن الموضوع لن يتوقف أبدا قبل أن تتهدم المنطقة بالكامل وتتحول كلها إلى أبراج كالمهندسين. في المنتدى هنا عشرات الإعلانات عن عقارات قابلة للهدم أو صدر لها رخصة هدم أو هدمت بالفعل وتحولت إلى أراض.
وتشدد الإعلانات على أن البناء على 100% من مساحة الأرض رغم أن هذا مخالف للقانون على حد علمي. وعلى أن الأراضي قد صدر لها تراخيص بأرضي وأحد عشر دورا.
ولأن معظم ملاك هذه العقارات القديمة ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، والغالبية العظمى منها آلت بالوراثة إلى عدد كبير من الأشخاص الذين يمتلك كل منهم جزءا صغيرا من البيت، وكل هؤلاء لا يملكون من المال ما يكفي لتمويل عمليات الهدم وحفر الأساسات وصب خرسانة تكفي لصعود البرج، ولهذا فقد ابتكرت هذه الشركات حلا جهنميا يدخلون فيه في شراكة مع أصحاب العقار، بحيث تتحمل الشركة كل تكاليف الهدم والبناء، ويتم منح ملاك العقار عددا من الشقق وفقا لنسبة معينة يتم الاتفاق عليها، بينما تكون باقي الشقق من نصيب الشركة، وهكذا يتم تسهيل الأمور.
وفيما يبدو أن هناك اتجاها من الدولة لتسهيل عمليات الهدم على المواطنين!
انظر هنا لقراءة النموذج الذي يجب ملؤه وتقديمه إذا أردت هدم عقارك. كل ما عليك هو تقديم الطلب مع ما يثبت الملكية مع صور للعقار مع رسوم بسيطة وسوف تأخذ تصريح الهدم في خلال ثلاثين يوما. بالطبع مع إلغاء قرارات حظر هدم الفيلات، وقرارات أخرى ألغت شرط مرور 40 عاما على بناء العقار للتصريح بهدمه إذا لم يكن آيلا للسقوط، أصبح الأمر من أسهل ما يمكن، هذا ما لم يكن العقار مسجلا كأثر أو كطراز معماري مميز، وما أقل هذه العقارات المسجلة بطبيعة الحال. للأسف هناك عقارات فائقة الجمال والتميز وممهورة بتوقيع أشهر المصممين البلجيكيين وغير مسجلة كأثر لأن عمرها أقل من مائة عام، وغير مسجلة أيضا كتراث معماري مميز وبهذا تصبح قابلة للهدم.
ولأن هناك اتجاها لتعويض أصحاب العقارات التي يتم تسجيلها كتراث معماري وبالتالي يحظر هدمها، ولأن الحكومة لا تريد توريط نفسها في مسألة دفع تعويضات كبيرة، لذا فإن هناك حالة من التساهل في منح تراخيص الهدم.
ألطف شيء أنه في نهاية طلب ترخيص الهدم توجد أرقام تليفونات يمكن للمواطن أن يتصل بها ليشكو الموظفين إذا لم يعطوه الترخيص في خلال فترة الثلاثين يوما المحددة!
-----------
Farwell Heliopolis
هذا المبنى القصير الذي يوحي بالأصالة والرسوخ ذو واجهة طويلة جدا تمتد حتى نهاية الشارع!
لو تمت إزالة كل هذه اللافتات البلاستيكية وغرفة السطح المبنية حديثا هذه لظهر لنا مبنى خرافي.
هذا المبنى تم تشويهه عمدا عن طريق إزالة زخارفه حتى لا يدخل في قائمة المباني ذات الطراز المعماري المميز. يبدو التخريب واضحا من بقايا الزخارف المهدومة.
بغض النظر عن المدخنة وجهاز التكييف، المنظر فيه نوع من العظمة لا شك فيها. يكفي أن تتأمل دقة رص الطوب.
هذا المبنى الذي يشبه الحصن غير مسجل هو أيضا، وللأسف فهو مرشح للهدم.
في بعض الصور السابقة يمكن ملاحظة أن الوحدات الزخرفية في سور العمارة تتكرر – لكن بدون تطابق – في أسوار البلكونات، وهي أيضا نفس الوحدات الزخرفية التي تنقش على جدران العقار، ليكون هناك تجانس ووحدة في التصميم. لاحظ أيضا أن نسبة الطول للعرض في تصميم النوافذ تتناسب مع عرض المدخل وارتفاع العمارة الكلي، بمعنى أنه حتى مجرد تعلية هذه العمارات يفسد هذه النسب وبالتالي يفسد التصميم.
---------
درة الرمال
كنت أود أن أتوقف عند هذا الحد حتى لا يمل الناس وحتى لا يطفش قراء هذه المدونة، لكني نظرت من الشرفة أمس لأرى عمليات الهدم وصب الخرسانة قد وصلت إلى شارعي، فقررت أن أستمر!
-------
عقارات يتم هدمها
وخراسانات صاعدة
أما أقبح ما رأيت من مجموعة الأبراج الخرا – سانية هذه، فهذا البرج
إن الصورة تكاد لا تتسع له. مقفر جدا وخال من أي لمسة جمال. نموذج حقيقي للجشع الرأسمالي الذي لم يترك سنتيمترا واحدا من الأرض ولا حتى عودا أخضر. ما يغيظ هو أن هذا المكان كان به مبنى يشبه هذا
أو هذا
ألا رحمة الله عليك يا مدينة الشمس.
-----
لا يكمن جمال المباني القديمة فقط في التصميم العام الذي تتميز به، وإنما أيضا في الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، جمال المداخل، تصميمات الأبواب، الحديد المشغول في الأسوار، الابتكار في أسوار البلكونات، التفصيلات والنقوش التي تملأ الأسقف والواجهات، هذه التفاصيل هي التي تخلق فخامة العقار، والغريب في هذا العصر الذي نعيشه أنه لا يوجد حداد أو نجار أو محارجي يقدر على مجرد محاكاة أو تقليد هذه التفاصيل التي صنعها الصنايعي القديم من ستين وسبعين عاما.
تأمل تصميم السور والباب وزخارف المدخل، كل هذا في عمارة عادية وليس قصرا!
تكوين غريب لعمل تراس!
ألن تشعر بالسعادة وأنت تعود إلى المنزل عندما تمر من هذا الباب؟
تكوين زخرفي عجيب يضع تاجا على رأس العقار.
فواكه وعناقيد عنب تغلف أركان العمارة من دورها الارضي وحتى الأخير.
سلة الورد تستقبلك وأنت تدلف إلى العمارة.
هل هذه بلكونة أم نافذة؟
تصميم مستوحى من المعابد. لاحظ المشعلين الحجريين على اليمين واليسار.
زخارف زخارف زخارف. كم أنفق من مجهود لنحت هذه التفاصيل ليأتي عامل بإزميل يتقاضى 20 جنيها في اليوم ليهدها كلها في نصف ساعة؟
مزيج من فخامة العمارة الأوروبية والأقواس الإسلامية
مدخل طويل ورحب ومسقوف بالنباتات يتحرك فيه هواء رطب في عز الصيف، روعي في التصميم أن يتناسب مع جو القاهرة الحار.
عظمة عظمة!
كل هذه عمارات عادية وليست قصورا أو فيلات.
------------
الآن تأمل هذا المبنى
بالطبع المبنى الأصلي هو ما في الدورين الأول والثاني. ثم تعلية قبيحة جدا من ثلاثة أدوار تخلو من أي مظاهر الذوق كعادة البناء الحديث. يبدو لي المبنى كشخص يرتدي بدلة سموكينج فاخرة جدا وعلى رأسه شوال بصل، أو لعله السندباد البحري يحمل الشيطان العجوز على كتفيه ولا يستطيع التخلص منه. يتحرك السندباد يمينا ويسارا ويهز كتفيه، لكن الشيطان أطبق بساقيه على رقبته فلا يستطيع منه فكاكا. هذا هو حالنا اليوم.