Thursday, September 29, 2005
السيارة
السيارة
راسل إدسون
رجل تزوج للتو من سيارة.
لكننى أريد أن أقول، قال أبوه، إن السيارة ليست شخصا لأنها شيء مختلف.
قارنها على سبيل المثال بأمك.
هل ترى مدى اختلافها عن أمك؟
إنها – بطريقة ما – أعرض منها،
صح؟ وعلاوة على ذلك، أمك تصفف شعرها بطريقة مختلفة.
عليك أن تحاول البحث عن شيء ما فى العالم يشبه أما.
عندى أمى، ألا تكفى هى لتشبه أما؟
هل يتعين على أن أجمع المزيد من الأمهات؟
كلهن سيدات عجائز لا يستطعن حتى أن يثرن مجرد الرغبة فى الإنجاب. قال الابن.
لكنك لا تستطيع أن تنجب من سيارة، قال الأب.
عرض الابن على أبيه مفتاحا.
انظر، ها هو قضيب من نوع خاص يفعل فى السيارة ما يفعله الرجل فى المرأة،
والسيارة تلد مكانا بعيدا عن هذا المكان.
أهذا يجعلنى جدا؟ قال الأب.
هذا يجعلك فى مكانك حين أكون أنا بعيدا. قال الابن.
الأب والأم يشاهدان سيارة عليها علامات عرس تزداد صغرا فى الطريق.
Sunday, September 25, 2005
يا داهية دقيّ!
لا أحب أن أرى المصيبة وهي تحدث. أحب أن أغمض عينيّ حتى يمر الأمر. لا يهم هل مر بسلام أم لا. المهم ألا أراه يحدث، وأفضل أيضا ألا أعرف أنه حدث.
وبجانب هذا، فأنا على قدر من الكسل – قدر كبير في الحقيقة – يدفعني إلى عدم اتخاذ أي فعل إيجابي قد يفيد في اتقاء المصيبة. فرغم أنني أعرف أن الشغالة التي تأتي يوم الثلاثاء تلقي بالماء (جرادلا جرادلا) على الأرض، ومع ذلك فلا حماس عندي لأرفع وصلات وأسلاك الكمبيوتر عن الأرض، لأن عملية فكها وإعادة تركيبها تستغرق أكثر قليلا من خمس دقائق! ولهذا فأنا أفضل أن ألا أكون في البيت في ذلك ليوم حتى لا أرى ما سيحدث، وحتى ألقي اللوم فيما بعد على شخص آخر غيري كان موجودا ولم يبذل بعض الجهد.
نفس الكسل هو الذي يمنعني من التأكد من مستوى ماء الرادياتير قبل أن أتحرك بالسيارة، ومن ناحية أخرى فأنا لا أحب أن ألوّث يديّ وأنا لازلت في بداية اليوم، ومادام هناك من يشاركني في استعمال السيارة فليهتم هو بهذه الأشياء. وهو سلوك سيء لابد من الاعتراف به، لكن المرء لا يتعظ إلا عندما يرى خيوطا من الدخان الأبيض تتصاعد من مقدمة السيارة، وهو دخان يختلف عن الهباب الأسود الذي يتصاعد من البوتاجاز بعد أن تنصهر اليد البلاستيكية لبراد الشاي عندما أتركه على النار وأذهب لمتابعة المسلسل. وهنا يجب أن أفتح النافذة للتهوية، هذه النافذة إذا لم يكن هناك أحد ليغلقها بعد ذلك ربما تظل مفتوحة لعدة أيام!
إن الكسل مشكلة عويصة، وحلها مشكلة "أعوص"! فأنا مثلا يمكنني أن أتناول الطعام باردا حتى لا أتجشم عناء تسخينه، ويمكنني الاستغناء عن تناول الغداء حتى لا أضطر للنزول لشراء بعض الطعام. وكم من مدن فتحها الغزاة لأن أهلها كسلوا عن بناء الأسوار. إذا كان ألدرين قد تحمس قليلا في خروجه من المركبة أبوللو لصار هو أول إنسان يخطو على سطح القمر وليس أرمسترونج! وإذا كان كريستوفر كولومبوس قد اجتهد قليلا لعرف أنه اكتشف قارة جديدة، وهو الذي كان يظن أنه في مجموعة من الجزر غرب القارة الهندية، ولعرفنا أمريكا باسم كولومبيا!
بقليل من الجهد يمكنك أن تتقي المصيبة قبل أن تحدث، وأن تصحح مسار كثير من الأشياء، لكنك طبعا لن تفعل لأنك كسول مثلي!
Saturday, September 24, 2005
Friday, September 23, 2005
وحدي مع دفتر العناوين
إن هذة فرصة طيبة لنر إلامَ وصلت قائمة أصدقاء الماسنجر، دقيقة لأنظر، ها هى، 132 اسما! لا عجب أن كثيرين يسلمون علىّ وأنا متصل بالإنترنت دون أن أتذكرهم، ورغم أنهم يتضايقون كثيرا لعدم تذكرى محادثاتنا السابقة، بينما أنا فى الحقيقة لا أتذكر من هم هؤلاء الأشخاص أساسا، فإننى أيضا معذور، فكيف أتذكر كل هذة الأسماء المستعارة والحقيقية والعناوين البريدية لكل هؤلاء الأشخاص الذين لم أقابلهم أبدا من قبل؟
ليس من عادتى التخلص من الكراكيب أولا بأول كما يفعل البعض، ولديّ ضعف خاص تجاه التخلص من الأوراق بالذات، لذا فلديّ حتى الآن دفتر التليفونات الذى كنت أستعمله فى المرحلة الإبتدائية! ودفتر الإعدادية والثانوية والكلية أيضا، بالإضافة إلى الدفتر الذى أستعمله حاليا. ولا أعرف كم اسما صار يقبع هناك فى ذاكرة ذلك الجهاز العجيب المسمى بالموبايل، لكني أعتقد أنهم زهاء المائة، ومعظم هذة الأسماء غير مدونة فى الدفتر.
لديّ أيضا بلوك نوت صغير كنت أكتب فيه العناوين البريدية للأشخاص الذين كنت أراسلهم. كان هذا قبل انتشار البريد الإلكترونى الذى قضى تماما على كل أثر للمراسلات الجميلة المكتوبة باليد، والتى كنا نشترى لها الأظرف المزخرفة بالرسومات الفرعونية – إذا كان الخطاب مرسلا إلى دولة أجنبية – حتى نثبت مدى أصالة الحضارة المصرية، ونضع عليها الطابع الذى يحمل صورة القناع الذهبى لتوت عنخ آمون، ونظل ننتظر لشهر أو أكثر حتى نرى ردا! كل هذا انتهى الآن، لكن دفتر العناوين لازال موجودا هو الآخر.
حسنا، ماذا يمكن أن أفعل إذا أردت أن أقول "كل سنة وأنت طيب" لكل واحد من هؤلاء فى العيد، وكم من الوقت يستغرق هذا الأمر؟ فحتى إذا أردت أن أكتفى بمجرد رسالة إيميل أو SMS فإن كل هذة الأسماء ستستغرق وقتا طويلا جدا. ثم كيف أحتفظ بعلاقة، حتى ولو كانت فى حدها الأدنى، بكل هذا العدد من الأشخاص؟ بل ولماذا أحتفظ بكل هذة العلاقات أصلا؟!
فبالتقليب فى هذة الأسماء المدونة لديّ، وجدت أن القليل جدا منهم أصدقاء حقيقيون، بينما الكثير منهم أشخاص يستحقون الحرق بجاز! وحيث أن الجاز قد ارتفع سعره مع ارتفاع أسعار المنتجات البترولية، فالحل الأرخص هو شطب هذة الأسماء! وحاولت بالفعل مع دفتر عناوين الأوتلوك، واستطعت مسح سبعة وثلاثين اسما لأشخاص تذكرت أنهم فى غاية الغلاسة، لكن ظل 299 اسما مع ذلك، ولازال الرقم كبيرا، ومعظمهم أشخاص لا أتذكرهم وأخشى أن أمسح عناوينهم فأحتاج إليها بعد ذلك.
من المعروف أن تطور بعض الاتجاهات التكنولوجية يؤدى إلى تأخير تطور اتجاهات أخرى تتعارض معها. مثلا، فإن تطور وسائل الاتصال يؤدى إلى تخلف تطور وسائل النقل، فإذا كنا نستطيع أن ننجز أعمالنا دون أن نتحرك من أماكننا فلا داعى للاستثمار فى مجال تطوير النقل، وبالعكس فإذا كنا نستطيع أن نقطع آلاف الكيلومترات فى دقائق معدودة فإن تطور وسائل الاتصال يصبح غير ضرورى، وهكذا.
كم باعدت بيننا ثورة وسائل الإتصالات، فبينما عرّفتنا على أشخاص لم نكن لنعرفهم لبعد المسافة المكانية والجغرافية، لكنها باعدت بيننا وبين الأقربين إلينا، وتحول أصحابنا ومعارفنا إلى مجرد أسماء فى دفاتر أمامها أرقام وحروف وعلامات @ و .com و .net، مجرد أسماء لأشخاص نظن أننا نعرفهم، بينما نظل فى وحدتنا، وحدنا.
لأنيس منصور كتاب بعنوان (وحدى مع الآخرين). عندما طبع الكتاب فوجىء بأن الناشر قد غير الاسم إلى (وحدى ومع الآخرين). ظن الناشر أن هناك شيئا ما خطأ، لكن أنيس منصور كان يقصد أن يصف كيف يشعر بالوحدة حتى وهو وسط الناس. واليوم ورغم تحول العالم إلى قرية صغيرة فإننا لا نزال نشعر بالوحدة، وتحولت علاقتنا ببعضنا إلى علاقات وهمية قائمة على الشاشة ولوحة المفاتيح وأزرار الموبايل دون دفء التواصل الحقيقى، دون أن نتصافح ونشد على أيدي بعضنا ونربت على الأكتاف فنشعر أننا لسنا وحدنا فى هذا العالم الواسع القاسى.
Thursday, September 22, 2005
Wednesday, September 21, 2005
الفن الرقمي
النار
لا أعرف لماذا أتذكر هذه الحكاية حتى الآن. ربما لأنها شغلتنى كثيرا وأنا صغير.
كنا أطفالا فى الحضانة (لم يكن اسمها كى جى وان فى تلك الأيام)، لازلنا نستكشف حدود هذا العالم المترامى الأطراف، وقد اكتشفنا أن العالم لا ينتهى عند الحدود الخارجية للبيت، لكن هناك عالما آخر اسمه المدرسة.
قالت لى رشا بلهجة العالم بالأمور: أنا مرة شفت واحد راح النار!
كان هذا شيئا محيرا، فما نوع الذنب الذى ارتكبه هذا الشخص حتى أن الله لم يصبر عليه حتى يموت ليحاسبه، فجعل الملائكة سحبته على الفور من ياقة القميص وألقوه فى جهنم!
أيمكن أن يرتكب المرء ذنبا ما، كأن يضايق أمه وهى نائمة، أو يلقى بمحتويات أدراج غرفة النوم من الشرفة، أو يختفي تحت السرير حين يحين موعد الاستحمام، فيجد نفسه مسحوبا إلى أعلى (أو ربما إلى أسفل) ويلقى فى النار؟ كان هذا شيئا مروعا! أفكر الآن أن هذا الأمر ربما كان من الأسباب الرئيسية التى جعلتنى طفلا مهذبا ومطيعا!
Saturday, September 17, 2005
أم جدتي
ربما كنت في الخامسة أو السادسة من عمري. لا أذكر منها سوى امرأة نحيلة جدا متشحة بالسّواد راقدة على السرير النحاسي الضخم ذي الأعمدة. كانت جدتي تذهب إليها يوميا في البيت القديم لخدمتها والوقوف على طلباتها، وتأخذني معها لألعب هناك في الساحة الواسعة للبيت، ولتخلّص أمي مني قليلا، وبعد أن تنتهي تأخذني وننصرف.
لازلت أذكر أيضا ذلك البيت العجيب الذي هُدم منذ زمن وصارت مكانه عمارة ضخمة الآن. السقف هائل الارتفاع ربما ما بين خمسة وستة أمتار. النوافذ عالية جدا قرب السقف وملونة ونورها يضفي جوا شاعريا على البهو الضخم. كل شيء خشبي وكل شيء قديم وكل شيء مترب.
لم أكن أحب أن أذهب هناك. تيتا الكبيرة مريضة وكسيحة وراقدة على السرير وشكلها مخيف، وتيتا الصغيرة تعاني في خدمتها وفي الاعتناء بشئون المنزل، بخلاف أعبائها الأخرى في منزلها هي شخصيا. في المرة الأخيرة التي ذهبنا فيها استقبلت تيتا الكبيرة تيتا الصغيرة بالنكران. انت مين؟ أنا ماليش بنات بالاسم دة! أنا ما خلفتش! فزعت تيتا الصغيرة من الموقف وظلت تحاول أن تذكّر تيتا الكبيرة بها، إلأ أن تيتا الكبيرة استمرت في النكران.
أعتقد الآن أن هذا كان نوعا من العتاب القاسي لكون تيتا الصغيرة تأخرت على الكبيرة في المرة السابقة، إلا أنني ظننت وقتها أن تيتا الكبيرة قد فقدت الذاكرة أو جنت!
تضايقت من هذا الموقف. بعد أن عدنا، وبعد أن دلفت إلى السرير وقبل أن أنام، نظرت إلى فوق وقلت: يا رب تيتا تموت علشان تيتا ترتاح منها!
ونمت.
في الصباح عرفت أنها ماتت.
أوه لا أيها الرب العزيز
أيها الرب العزيز
من فضلك امنحنا أن نعيش
لفترة أطول قليلا
أوه لا
أيها الرب العزيز
امنحنا فقط
مجرد يوم آخر
Friday, September 16, 2005
مرّ الكلام
مرّ الكلام
زيّ الحسام
يقطع مكان ما يمُرّ
أمّا المديح
سهل ومريح
يخدع لكن بيضرّ
والكلمة دين
من غير إيدين
بس الوَفا ع الحرّ
أحمد فؤاد نجم
صحبة الرجال
"صحبة الرجال لا تليق بالنساء لأنه إذا التقت الأنفاس وقع في قلبهما الهواس ودخل بينهما الوسواس ووصلت أخبارهما للناس".
Thursday, September 15, 2005
الهاجس رقم 2
أعرف الآن جيدا ماذا يعني الوسواس القهري. الوسواس القهري يقهرك فعلا. مهما حاولت لن تستطيع مقاومته. القهر هو اسم اللعبة. لديّ الآن وسواسان قهريان يمارسان قهري بالاشتراك مع وسائل القهر الحياتية المعتادة.
الوسواس القهري الأول هو البوتاجاز. لديّ هاجس دائم يقنعني بأنني نسيت شيئا على النار أو رفعته من عليها دون أن أغلق الشعلة. هذا الهاجس منطقي نوعا لأنني كدت أن أتسبب في عدة مصائب بسبب قيامي بوضع البراد على الشعلة ثم الجلوس أمام الكمبيوتر ونسيان الأمر تماما. حدث هذا حوالي 10 مرات. وفي مرتين أخريين بدلا من أن أغلق الشعلة فإنني أدير الزرّ إلى الاتجاه العكسي فتظل مشتعلة.
الوسواس القهري الثاني هو المكواة. دائما ما أقوم بكيّ القميص في الصباح قبل أن أخرج وأنسى شد فيشة المكواة. حدث هذا أيضا أكثر من عشر مرات، وكاد أن يتسبب في مصائب. عندما سافرنا للمصيف هذا الصيف، ورغم أنني متأكد أنني لم أقم بكي القميص قبل النزول، إلا أنني ظللت أحمل هاجس المكواة طيلة الأسبوع وتسببت في قلق الأسرة كلها.
لهذا أصبت بالوسواس القهري بخصوص هذين الشيئين. قد أكون متأكدا من أنني لم أستعمل المكواة أو البوتاجاز اليوم ومع ذلك أقوم من النوم لأتأكد منهما. وقد أكون في طريقي إلى العمل وأعود أدراجي لألقي عليهما نظرة. صار الأمر مرضا لا شك فيه، وما يزيد من الأعراض هو أنني أجد أحيانا أن الوسواس محق وأن المكواة تعمل فعلا وعلى وشك حرق كومة الملابس المجاورة، أو أن يخبرني أبي أنهم أمس اكتشفوا رائحة غاز في الشقة بسبب إهمالي.
فكرت أن أتوقف تماما عن التعامل مع هذين الشيئين إلا أن هذا ليس عمليا، فأعود إلى استعمالهما مرغما ويعود إليّ الهاجسين أقوى مما مضى.
لم أعد أعرف الآن أيهما سيقتلني أولا: الهاجس رقم 1 أم الهاجس رقم 2.
Wednesday, September 14, 2005
الفرق الوحيد بيني وبين المجنون
سلفادور دالي من كتابه يوميات عبقري
Tuesday, September 13, 2005
من فضلكم ما حدّش يبايع باسمي
حاجة تحرق الدم فعلا.
مع احترامي الكامل لكهنة الكنيسة واعترافي بسلطتهم الدينية، فهل من حقهم أن يبايعوا وينتخبوا باسمي، وذلك باعتباري من شعب الكنيسة المذكور في اللافتة؟
يمكن للكهنة أن يؤيدوا وينتخبوا بصفتهم الشخصية، وأن يوقعوا على ذلك بأسمائهم - وهو ما فعلوه فعلا في الجزء السفلي الذي لم تتسع له الصورة – لكن الاعتراض هنا على كلمة شعب. فلنفرض أن لي رأيا مختلفا في هذا الأمر، هل يجب أن يكون رأي الشعب كله موحدا، أو أن يسير وفقا لتعليمات فوقية دون أن يعمل فكره ويقرر كل واحد لنفسه؟ هل من حق الكاهن في الكنيسة، والشيخ في الجامع، أن يعطي توجيهات وتعليمات في شأن سياسي بحت كهذا؟ وهل من الواجب طاعة السلطة الدينية هنا؟
يشعرني هذا الأمر أننا خرفان، إن ملايين الأشخاص يمارسون علينا سلطة التوجيه، بداية من رئيس الجمهورية مرورا بعسكري المرور وحتى أصغر بواب لا يسمح لك بالمرور قبل أن يعرف انت طالع لمين في العمارة.
المهلبية وحقوق الملكية الفكرية
Sunday, September 11, 2005
11 سبتمبر مرة أخرى
هنا مقال عن هذه المناسبة.
لماذا مستنقعات الفحم؟
سؤال وجيه طبعا. أولا لأن مستنقعات الفحم اسم جميل ويصلح أن يكون اسما لبلوج! وهو يصلح أيضا لأن يكون اسم رواية، وأنا أفكّر بالفعل منذ فترة أن أكتب رواية باسم مستنقعات الفحم، لكن المشكلة أنه ليس لديّ أيّة فكرة عن الأحداث التي يمكن أن تدور تحت هذا العنوان، كان هذا ثانيا!
نأتي لثالثا: مستنقعات الفحم هو اسم لأحد العصور الجيولوجية التي مرت بها الأرض. واضح من الاسم أن الأرض كانت عبارة عن مستنقعات كبيرة من الفحم في ذلك الزمن السحيق. يبدو الأمر عسيرا على التخيل، لكنه أيضا تخيّل بشع ومؤلم. لا أعرف لماذا أشعر أن هذه الصورة تتفق وحالتي النفسية. أشعر أن بداخلي مستنقعات من الفحم تتراوح حالتها بين الغليان والتجمد. كلا الحالتين متعب ومؤذي. قد يكون من الأفضل للمرء أن يفرغ بقايا الشواء الذي بداخله من آن لآخر، هكذا ينصح الأطباء النفسيين. وحيث أن البلوج هو مكان أشبه بالمذكرات الشخصية، فالاسم يبدو مناسبا تماما بالنسبة لي.
كل ما أرجوه هو ألا يتضايق القاريء وهو يخوض في المستنقعات، لذا سأحاول أن تكون قطعة الفحم صغيرة قدر الإمكان في كل مرة!
Friday, September 09, 2005
افتتاح متأخر
منذ إبريل الماضي افتتحت هذا البلوج ولم أضف فيه شيئا. فكرت أنه ربما كان من المناسب أن أنتظر حتى أقوم بإدخال الدي إس إل، لكن يبدو أن هذا لن يحدث قريبا! لذا يجب أن يأخذ المرء خطوة إيجابية في لحظة ما: فلنبدأ البلوج. وبعدين الواحد لازم يكون عنده بلوج زي باقي مخاليق ربنا حتى لو ما كتبش فيه حاجة عليها القيمة.
عجيب أمر هذه البلوجات، فيما مضى كان من يكتب مذكراته الشخصية يكتبها في كشكول يخفيه تحت البلاطة خوفا من أن يرى واحد أسراره ومشاعره التي كتبها. وفي بعض الأفلام القديمة كانوا يعرفون من هو القاتل عن طريق قراءة مذكرات المتهمين، وكنت أتعجب كيف يكتب المرء في مذكراته كلاما يلقي به في غياهب اللومان. اليوم ينشر الناس مذكراتهم الشخصية على الإنترنت ليقرأها كل إنسان في العالم، وهناك بلوجات كثيرة يكتب أصحابها ما يمكن أن يؤدي بهم إلى ما هو أبعد من اللومان! أليس عجيبا هذا التغيّر المذهل الذي حدث في قِيَم عالمنا بسبب الإنترنت؟